معالجات اخبارية

حقيقة ظهور سترات منظمة “أطباء العالم” في مناطق خاضعة للاحتلال في غزة

أظهر مقطع مصور متداول مؤخرًا وجود أشخاص يرتدون سترات تحمل شعار منظمة “أطباء العالم” (@MdM_France) داخل مناطق تُصنّف على أنها أمنية وخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي وعملاؤه المحليون في قطاع غزة.

وقد أثار المقطع قلق المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بسبب انتهاك واضح للمعايير المتعلقة بحماية العاملين في المجال الطبي والإنساني.

وبعد إجراء تحقيق دقيق، تبيّن أن السترات التي ظهرت في المقطع لم تكن ملكًا أصليًا للأشخاص الذين ارتدوها، بل سُرقت من شاحنة أدوية تابعة لمنظمة “أطباء العالم” خلال عملية سرقة نفذتها عصابة يُعرف عنها تورطها في أنشطة مشبوهة في أكتوبر 2024.

وأشارت المصادر إلى أن العصابة المسؤولة عن السرقة هي ما يُعرف باسم عصابة أبو شباب. وقد تم الاستيلاء على الشاحنة في ظروف معقدة أثناء نقلها لمستودع المنظمة، ما أدى إلى فقدان كميات من الأدوية والمعدات الطبية.

وتأتي هذه الحادثة في سياق حساس للغاية، إذ أن سترات منظمة “أطباء العالم” تُعد رمزية وتخضع لحماية قانونية بموجب الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحياد الطبي، بحيث يجب أن تُمنح الفرق الطبية حرية التحرك والوصول إلى المدنيين في المناطق المتأثرة بالنزاع دون التعرض للخطر أو التضليل.

واستخدام السترات المسروقة داخل المناطق الأمنية يخلق حالة من التضليل البصري، ويعرض الفريق الطبي الحقيقي لمخاطر متعددة، بما في ذلك استهدافهم أو التدخل في أعمالهم الإنسانية.

وفقًا لمصادر محلية، فإن عصابة ياسر أبو شباب قامت باستخدام السترات المسروقة في محاولات لتضليل السلطات أو التسلل إلى مناطق محظورة، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول الالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية.

وقد أكدت المنظمة أن هذا الاستخدام غير القانوني للسترات لا يعكس أي ارتباط لها بأي من الأشخاص أو الجماعات التي ظهرت في الفيديو.

ويسلط الحدث الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه العاملين في المجال الطبي والإنساني في مناطق النزاع، حيث لا يقتصر الخطر على الأعمال العسكرية المباشرة فحسب، بل يمتد إلى استغلال الرموز الإنسانية لأغراض غير قانونية.

وحذرت منظمة “أطباء العالم” من أن أي انتهاك لمبادئ الحياد الطبي يُعد تهديدًا خطيرًا لأمن العاملين، ويقوّض جهود الإغاثة المقدمة للمدنيين المحتاجين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى