تحليلات واراء

 “جسور نيوز” تصعد حملات تشويه صورة المقاومة الفلسطينية بمزاعم التبرعات

تتواصل حملات التحريض الإعلامي بهدف تشويه صورة المقاومة الفلسطينية، ويبرز في هذا السياق دور منصة “جسور نيوز” الممولة إماراتيًا، والتي انخرطت بشكل واضح في حملات الإساءة لسمعة قادة المقاومة وعناصرها، في ذروة حرب الإبادة على غزة.

فقد ركزت المنصة على نشر مواد ومقاطع فيديو تروج اتهامات باطلة ضد المقاومة الفلسطينية، أبرزها الفيديو الذي ظهرت فيه الصحفية روان الكتري، حيث رددت ادعاءات بدون أي دليل ملموس بشأن علاقة فصائل المقاومة بحملات جمع التبرعات الدولية لغزة.

وقد زعمت الكتري أن حركة حماس بصفتها الجهة المسؤولة عن إدارة شؤون قطاع غزة يجب أن توضح أين ذهبت “مليارات الدولارات” من التبرعات، وهو ما يمثل تلاعبًا واضحًا بالحقائق ومحاولة لتضليل الرأي العام الدولي.

جسور نيوز ويكيبيديا

يُظهر تحليل التغطية الإعلامية لمنصة جسور نيوز أنها تعمل انسجامًا مع استراتيجية إسرائيلية لتبرير تصعيد الهجمات على غزة وفرض الحصار الاقتصادي والخدماتي على السكان المدنيين.

إذ تنخرط “جسور نيوز” في ترويج الرسائل التحريضية ذاتها التي تبثها وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي ودول التطبيع العربي، من أجل تصوير المقاومة الفلسطينية على أنها جهة فاسدة وغير مسؤولة، وهو ما يخدم أجندة إسرائيلية لإبقاء سكان القطاع تحت ضغط دائم ومنع وصول المساعدات الإنسانية لهم.

ويُلاحظ أن روان الكتري أصبحت خلال الفترة الأخيرة ضيفة دائمة على قنوات التطبيع العربي مثل “العربية” و”سكاي نيوز”، إضافة إلى منصات إماراتية ممولة، ما يعكس ارتباطها المباشر بحملات التحريض الإعلامي ضد المقاومة الفلسطينية.

وتُظهر هذه المشاركة المتكررة كيف تحول خطاب إعلامي بأكمله إلى أداة سياسية تهدف إلى دعم الاحتلال وتبرير سياساته العدوانية في غزة، بما في ذلك استهداف المدنيين وتشديد الحصار على القطاع.

وتُعد هذه الحملات الإعلامية جزءًا من منظومة متكاملة تشمل التضليل الإعلامي، التشهير بالقادة والمقاومين، والترويج لمزاعم كاذبة عن إدارة التبرعات الإنسانية، بهدف خلق انطباع سلبي لدى الجمهور العربي والدولي عن المقاومة الفلسطينية.

التحريض على المقاومة الفلسطينية

تستغل منصة جسور نيوز حالة الرأي العام المتأثر بالصور المأساوية والحروب النفسية، لتضخ شائعات ومعلومات مضللة تُضعف الدعم الشعبي والدولي للحقوق الفلسطينية، في وقت يحتاج فيه القطاع إلى كل جهد إنساني وإعلامي صادق لمواجهة آثار العدوان الإسرائيلي.

ويؤكد مراقبون أن ما تقوم به منصة “جسور نيوز” ليس مجرد تغطية إعلامية أو نقاش سياسي، بل يمثل محاولة ممنهجة لتصفية الحسابات السياسية مع المقاومة الفلسطينية، وتحويلها إلى أداة تخدم أجندة خارجية على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

ويُظهر ذلك حجم التنسيق بين الإعلام الممول إماراتيًا ووسائل الإعلام الداعمة للتطبيع، في حملة واسعة تهدف إلى تبرير جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك تجويع سكان غزة وتجفيف مصادر التبرعات الإنسانية التي يحتاجها المدنيون لمواجهة الكوارث التي تفرضها الحرب.

في ضوء ما سبق، يصبح من الضروري على المؤسسات الإعلامية المستقلة والجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان مراقبة هذا النوع من الحملات الممولة، وتقديم المعلومات الدقيقة عن دور المقاومة الفلسطينية في حماية السكان المدنيين ومواجهة الاحتلال، بعيدًا عن التضليل والتحريض.

كما يجب فضح العلاقة بين الإعلام الممول إماراتيًا والمنصات التي تتماهى مع خطاب الاحتلال الإسرائيلي، لضمان عدم استغلال الإعلام العربي في خدمة أجندات سياسية تضر بالقضية الفلسطينية.

فما تقوم به “جسور نيوز” وحليفتها الإعلامية روان الكتري يوضح كيف يمكن للإعلام الممول خارجيًا أن يصبح أداة فعالة في الحرب النفسية والسياسية ضد المقاومة الفلسطينية، لكنه في الوقت نفسه يعزز الحاجة إلى خطاب مضاد قائم على الحقيقة، يوضح الممارسات الاحتلالية ويفضح محاولات التشويه والتحريض الإعلامي التي تستهدف الشعب الفلسطيني ومقاومته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى