تحليلات واراء

“خطة الجنرالات”.. نتنياهو يبيع الوهم مجددا لإطالة أمد حرب غزة

في تصريحات مسربة له، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” بأنّ محاولة الاستعانة بعشائر في غزة من أجل فرضهم في ترتيبات اليوم التالي لحرب الإبادة على القطاع قد فشلت، ليلجأ إلى بيع الوهم مجددا بهدف إطالة أمد الحرب.

ففي جلسة مغلقة في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، نقلت تفاصيلها وسائل إعلام عبرية، صرح نتنياهو بأن حكومته تدرس “خطة الجنرالات”، معتبرًا أنه “يوجد فيها منطق. إنها إحدى الخطط التي يجري النظر فيها”.

وبحسب التسريبات الإسرائيلية تشمل الخطة عدة مراحل، أبرزها تهجير السكان المتبقين في شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وفرض طوق على المنطقة التي يتم تهجير السكان منها وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، ومنع الإمدادات عن المنطقة لحين “تطهير” المنطقة وإخضاع من تبقى من المقاومين في المنطقة المهجّرة، من خلال ممارسة ضغط عسكري مكثّف.

ووفق الخطة المقترحة، فإنه بعد تنفيذها في شمال قطاع غزة، من الممكن التحرك وتنفيذها في أجزاء أخرى من القطاع.

خطة قيد التنفيذ

الواقع أن الخطة قيد التنفيذ بالفعل. ففي التاسع والعشرين من مايو/أيار، عينت الحكومة الإسرائيلية “هيليل روث”، الحليف المقرب من سموتريتش، نائباً له في الإدارة المدنية في الضفة الغربية.

إن الخطة الخاصة بغزة تشكل حلقة أخرى من حلقات القسوة، ولكنها أيضا حلقة من حلقات الوهم. وقد كشف عن هذه الخطة مقال كتبه رئيس تحرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية في التاسع من سبتمبر/أيلول.

وكتب ألوف بن أن خطة نتنياهو تتضمن أيضًا تعيين “حاكم غزة” الإسرائيلي، العميد إيلاد جورين، الذي أصبح “رئيسًا للجهود الإنسانية والمدنية” في القطاع في 28 أغسطس/آب.

وباستخدام مجموعة من التكتيكات، بما في ذلك التجويع والضغط العسكري وما شابه ذلك، يريد نتنياهو دفع سكان شمال غزة إلى الجنوب استعدادا لضم المنطقة رسميا وإعادة المستوطنين اليهود.

وهذه ليست الخطط الوحيدة التي تسربت، أو في بعض الأحيان تم الإعلان عنها علناً من قبل مسؤولين إسرائيليين.

التهجير القسري

في بداية الحرب، كان المسؤولون الإسرائيليون يدافعون علناً عن أفكار مثل التطهير العرقي لسكان غزة ونقلهم إلى سيناء، وكانت هذه الأفكار أيضاً الموضوع الرئيسي للمناقشة في برامج الأخبار المسائية الإسرائيلية.

وتحدث بعض المسؤولين الإسرائيليين عن احتلال غزة بالكامل، في حين طرح آخرون، مثل وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، فكرة إلقاء قنبلة نووية.

إن خطة الإخلاء الكامل لقطاع غزة لم تنجح ببساطة لأن الفلسطينيين لن يغادروا، كما رفضت مصر التلميح إلى أن التطهير العرقي لسكان غزة كان خياراً مطروحاً.

فضلاً عن ذلك فإن الإخلاء الكامل لسكان شمال غزة لم ينجح أيضاً، ويرجع هذا جزئياً إلى أن إسرائيل كانت ترتكب مجازر بحق المدنيين في الشمال والجنوب بمعدلات متماثلة.

ولن تنجح خطط “إسرائيل” الجديدة في تحقيق ما فشلت خططها الأصلية في تحقيقه، وذلك ببساطة لأن دولة الاحتلال لا تزال تواجه نفس العقبة: صمود الشعب الفلسطيني.

ومع ذلك، لا يزال من الممكن تعلم الكثير من طبيعة المخططات الإسرائيلية، القديمة والجديدة، وأهمها حقيقة أن إسرائيل تنظر إلى الشعب الفلسطيني باعتباره العدو.

إن هذا الاستنتاج لا يمكن استخلاصه فقط من خلال تصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك الرئيس إسحق هرتسوغ نفسه، عندما قال إن “أمة بأكملها هناك (..) مسؤولة”.

وعليه يبدو أن كل مخطط إسرائيلي تقريباً ينطوي على قتل الفلسطينيين بأعداد كبيرة، أو تجويعهم، أو تهجيرهم بشكل جماعي.

وهذا يعني أن الحرب الإسرائيلية كانت دائما حربا ضد الشعب الفلسطيني. والفلسطينيون أنفسهم يعرفون ذلك. فهل كان من الواجب على بقية العالم أن يعرف ذلك الآن؟.

Related Articles

Back to top button