حوار بين جواسيس الاحتلال يجمع محمد منذر البطة وغسان الدهيني

انكشف على العلن حوار بين اثنين من الأدوات الرخيصة للاحتلال الإسرائيلي، الأول يروّج لروايته، والثاني يمهّد لطريق جنوده على الأرض ويجمعهما التحريض على المقاومة وخدمة الاحتلال وكلاهما يتصرّف كمن يطلب رضا سيده الإسرائيلي.
فالمدعو محمد منذر البطة، الذي يقدم كناشط فتحاوي، بات معروفًا بدوره الوظيفي داخل سلطة الحراسة والتنسيق الأمني وهو لا يجد حرجًا في تبنّي خطاب اليمين الإسرائيلي المتطرّف حرفيًا، إلى درجة أنه يصف المقاومة الفلسطينية – التي تدافع عن شعب تحت الإبادة – بالمصطلحات ذاتها التي يستخدمها المستوطنون ووزراء التطرف في حكومة الاحتلال.
ومعروف أن البطة لا يهاجم الاحتلال، ولا يعلّق على مجازره، ولا يشير بكلمة إلى عمليات القتل والتدمير في غزة والضفة وكل ملاحظاته وسهامه موجهة دائمًا نحو فصائل المقاومة، وكأن وظيفته الرئيسية هي إرضاء ضباط الارتباط الإسرائيلي وتقديم مادة يمكن لأفيخاي أدرعي ومنظومته الدعائية استخدامها.
أما الطرف الثاني، غسان الدهيني فدوره أكثر انكشافًا كونه يعمل فعليًا مع عصابة “ياسر أبو شباب” التي تمهّد ميدانيًا لجيش الاحتلال ويؤدي خدمة مباشرة لقوات الاحتلال ويعمل “ليؤمّن الطريق لجنود الإبادة”.
وقد رد الدهيني على منشور البطة بوصف المقاومة بأنها “جماعة إرهابية”، وهو نفس الوصف الذي يستخدمه الاحتلال لتبرير قتل المدنيين وقصف البيوت وإبادة الأسر.
ورغم أن أحدهما يعمل في السردية والآخر في التمشيط الأمني، إلا أن أصواتهما تتطابق بشكل فاضح. كلاهما يهاجم المقاومة، وكلاهما يهاجم كل من يقاوم الاحتلال، وكلاهما لا يجرؤ على توجيه كلمة واحدة ضد جيش الاحتلال الذي يقتل الفلسطينيين بشكل يومي.
مرتزقة الاحتلال في غزة
ليس مصادفة أن يلتقي كلب رواية مع كلب تمشيط في النقطة ذاتها: العداء للمقاومة والعمل ضمن أجندة الاحتلال وانكشاف تام للوظائف الحقيقية.
ولم يكشف هذا الحوار اختلافًا بينهما كما قد يظنّ البعض، بل كشف حقيقة دورهما، فالأول يهاجم المقاومة إعلاميًا ليستخدم الاحتلال كلامه في حملات التشويه والثاني يهاجم المقاومة ميدانيًا، عبر العمل في محيط قوات الاحتلال.
ويظهر ذلك أن كل واحد منهما يحاول إثبات أنه أكثر ولاءً للاحتلال من الآخر، وأنه “الأكثر فائدة” للجيش الإسرائيلي، سواء عبر السردية أو عبر التمشيط.
كما أن كلاهما يتحركان تحت المظلّة ذاتها، ويستعيران ذات المفردات، ويتشاركان الأسلوب ذاته في مهاجمة المقاومة. فبينما يحاول الأول تبرير موقفه عبر استعارة خطاب اليمين المتطرف الإسرائيلي واتهام المقاومة بأنها “تشبه التطرّف اليهودي”، يحاول الثاني المزايدة عليه بوصف المقاومين بأنهم “إرهابيون”.
ويكشف هذا التشابه عن تطابق في الدور الذي يقومان به، مهما اختلفت المواقع. فمن يعمل في الترويج الإعلامي لخطاب الاحتلال ليس مختلفًا، في النهاية، عمّن يعمل على الأرض في تسهيل مهام جيش الاحتلال، فكلاهما يخدمان الهدف ذاته: ضرب المقاومة وتشويه بيئتها.






