شبكة أفيخاي تتصدر حملة لتبييض خطة ترمب في غزة

تتحرك شبكة أفيخاي بكثافة عبر منصاتها للترويج لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن وقف الحرب في غزة، في محاولة لتقديمه كحل واقعي، بينما يؤكد محللون أن الخطة تعكس بشكل كامل الرؤية الإسرائيلية وتشكّل غطاءً سياسياً لتجاوز إخفاقات نتنياهو في الميدان.
وتنشط ما يُعرف بـ”شبكة أفيخاي” على منصات التواصل الاجتماعي كذراع دعائية موجهة، حيث تضخ رسائل تحمل طابعًا إنسانيًا وشعارات عن “السلام” و”إنهاء المعاناة”، لكنها تعمل على تبييض الرواية الإسرائيلية وتسويق المشاريع السياسية للاحتلال.
ويرى مراقبون أن تجنيد هذه الشبكة في حملة منظمة لدعم مقترح ترمب يؤكد أن المبادرة ليست سوى امتداد للدعاية الإسرائيلية الناعمة التي تحاول التأثير على الرأي العام.
خطة ترمب لوقف الحرب
ويرى الكاتب السياسي ياسين عز الدين أن خطة ترمب ليست سوى نسخة مكررة من خطة نتنياهو، باستثناء بند التهجير الذي يصعب تنفيذه، مشيرًا إلى أن ما جرى من “مسرحية” اعتذار نتنياهو لقطر لم يكن سوى تمهيد لتمرير الصفقة.
وأوضح أن الخطة تحقق لنتنياهو ما عجزت عنه الحرب، عبر تفكيك المقاومة وضمان نزع سلاحها، وإرسال قوات عربية لقمعها، مع تشكيل هيئة برئاسة ترمب وبمساعدة توني بلير لإدارة غزة.
ومن جانبه، وصف الكاتب الصحفي وسام عفيفة المبادرة بأنها “مزيج من اشتراطات نتنياهو ومشروع بلير ووعوده الفضفاضة”، معتبرًا أنها تُلزم المقاومة والشعب الفلسطيني بدفع الفاتورة مسبقًا، بينما تُعفي الاحتلال من أي استحقاق.
وأضاف أن الصفقة تبدو “من طرف واحد”، تُكتب شروطها في تل أبيب ويعلنها ترمب للعالم، فيما يبقى الموقف العربي والإسلامي هو الاختبار الحقيقي لصدقية أي حديث عن إنهاء الحرب.
شبكة أفيخاي وتبييض المشاريع الإسرائيلية
أما الكاتب والمحلل السياسي خليل عبد الرحمن، فاعتبر أن الخطة تمثل “انعكاسًا كاملًا لمطالب حكومة نتنياهو”، وهي محاولة للتحايل على موجة الاعتراف الدولي بفلسطين وتوريط الدول العربية والإسلامية في التنازل عن حقوق الفلسطينيين.
وأكد أن وجود قوة دولية في غزة لا يعني سوى إعادة إنتاج الاحتلال بصيغة جديدة، في ظل غياب أي ضمانات حقيقية لوقف العدوان، ما يجعل الخطة “مولودة ميتة” لا يمكن أن تنجح.
وبالتوازي مع هذه الانتقادات، تواصل شبكة أفيخاي لعب دور “المسوق العربي” لمشاريع الاحتلال، من خلال خطاب دعائي يقوم على المراوغة وتغيير الصورة الذهنية، في محاولة لفرض واقع سياسي يخدم إسرائيل ويُغطي على جرائمها المستمرة في غزة.