تحليلات واراء

عباس يكرر تصريحاته والشعب الفلسطيني يغرق في أزمات كارثية

قال سميح خلف، القيادي السابق في حركة فتح، إن لقاء الرئيس محمود عباس على قناة العربية لم يرقَ إلى مستوى توثيق التجربة الفلسطينية، خصوصاً في ظل التحضير لقيادة جديدة لمنظمة التحرير وحركة فتح اللتين تعانيان من أزمات كبرى على المستويين النضالي والمؤسساتي.

وأضاف خلف أن إجابات عباس لم تحمل أي جديد، بل جاءت تكراراً لمواقفه وتصريحاته السابقة، ما اعتبره إضاعة لساعة من الزمن، في وقت يعيش فيه الشعب الفلسطيني أزمات كارثية تمتد من غزة إلى الضفة والشتات.

وأشار إلى أن ما قيل عن غزة كان منشوراً في وسائل الإعلام بالصوت والصورة، بينما لم يضع الرئيس عباس النقاط على الحروف بخصوص المخاطر التي تواجه القضية الوطنية الفلسطينية، ولم يقدم أي تصور أو مقترح علاجي رغم أنه يتولى رئاسة كل شيء، وهو ما اعتبره ضرورياً في هذه المرحلة.

وأوضح خلف أن حديث عباس عن مسيرته النضالية الممتدة منذ أكثر من سبعين عاماً لم يقدم جديداً، بينما يظل حديثه عن الشهيد ياسر عرفات “قصة أخرى” تحتاج إلى مراجعة، معتبراً أن معد البرنامج اكتفى بطرح أسئلة سطحية حول حياته وتسليم السلاح والمقاومة السلمية ورسائله إلى ترامب ونتنياهو وحماس، وهي مواقف سبق لعباس أن كررها مراراً.

فتح حلت نفسها منذ أوسلو

وفي سياق آخر، قال سميح خلف إن حركة فتح فعلياً حلت نفسها منذ توقيع اتفاق أوسلو، معتبراً أن النقاش اليوم حول إمكانية حلها “ليس سوى تحصيل حاصل”.

وأضاف، في رسالة وجهها إلى عضو المجلس الثوري عبد الله كميل، أن الحركة تعيش حالة من “التفكك السياسي والأخلاقي”، موضحاً أن اعترافها بالكيان الصهيوني، وتحولها إلى جزء من منظومته الأمنية، إضافة إلى إنهاء جناحها العسكري “العاصفة” بقرار سياسي، يعني أنها فقدت جوهرها منذ سنوات طويلة.

وأشار خلف إلى أن فتح تخلت عن برامجها النضالية وحتى عن المقاومة الشعبية عندما تحولت إلى أجهزة أمنية تنسق مع الاحتلال.

وختم قائلاً: “فتح ممكن تحل حالها من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، لكن السؤال: ملايين الدولارات والبزنس حتروح لمين؟ والتنسيق الأمني وين؟ بعدين يزعلوا منك”.

الرهان الخاسر

من جانبه، قال عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، إن السلطة الفلسطينية وجدت نفسها أمام لحظة كاشفة بعدما قدمت كل ما تستطيع لإرضاء الولايات المتحدة و”إسرائيل”، سواء عبر محاربة المقاومة أو اتخاذ مواقف متماهية مع رؤيتهما، حتى في ملفات حساسة مثل إعانة أسر الشهداء.

وأضاف أن كل هذه التنازلات لم تحقق للسلطة ما كانت تأمله، إذ لم تنل رضا واشنطن ولا “إسرائيل”، بل أصبحت تحت ضغوط جديدة تتخطى مجرد التخلي عن خيار المقاومة.

وأشار الرنتاوي إلى أن هذه الضغوط وصلت إلى حد المطالبة بالتراجع عن الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي طالما اعتُبرت، من وجهة نظر الغرب، الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية.

واعتبر أن الموقف الأميركي يمثل “إعلان حرب على الشعب الفلسطيني”، مؤكداً أن الرهان على هذه السياسات أو على استمرار التنسيق الأمني لم يعد خياراً مجدياً.

وختم الرنتاوي بدعوة السلطة إلى تبني خيار الوحدة الوطنية الحقيقية وتوحيد الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال، بدلاً من الاستمرار في دور وظيفي يخدم أمن الإسرائيليين على حساب القضية الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى