معالجات اخبارية

رائد الصوفي.. وجه الخيانة الذي حمى نفسه بالنفوذ وانتهى مرتزقًا

رائد الصوفي، قائد وحدة التدريب في شبكة الجاسوس القتيل ياسر أبو شباب، ظهر كأحد أبرز نماذج الانحراف الأمني بعد سنوات من تنقّله داخل أجهزة السلطة التابعة لرام الله، قبل أن ينتهي به المسار داخل أخطر شبكة مشبوهة ارتبطت بالاحتلال.

الصوفي الذي انحدر من رفح، بدأ مسيرته بالالتحاق بجهاز البحرية في غزة أواخر التسعينيات، لكنه لم يستمر أكثر من عام واحد قبل فصله عام 1998 بعد ضبطه متورطًا في سرقة معدات تابعة للجهاز، في أولى محطات سقوطه التي رسخت سمعة سيئة عن فساده وانعدام انضباطه العسكري.

وبعد فصله، عاد إلى الأجهزة الأمنية عبر خاله أبو خالد الصوفي الذي كان يشغل منصبًا بارزًا في قسم التنظيم والإدارة، لينقل إلى الاستخبارات العسكرية في أريحا. غير أن وجوده هناك انتهى سريعًا بعد تورطه في قضايا نصب واحتيال أدت إلى اعتقاله وسجنه داخل أريحا.

وبعد الإفراج عنه، تقرر نقله إلى مدينة نابلس، حيث استقر لسنوات ارتبط خلالها اسمه بسلوكيات غير منضبطة واتهامات متكررة بالنصب والاحتيال، إضافة إلى علاقات مشبوهة أدت إلى اعتقاله عدة مرات، قبل أن يُصدر قرار نهائي بفصله من الجهاز على خلفية ألفاظه البذيئة وسلوكه غير المنضبط.

من هو رائد الصوفي؟

ورغم فصله، حاول رائد الصوفي العودة إلى المشهد بطرق ملتوية، فقدم نفسه في شباط/فبراير 2002 على أنه مرافق لوزير الصحة رياض الزعنون، في محاولة للحصول على غطاء رسمي.

ومع تصاعد الشبهات حوله في البلدة القديمة بنابلس، قامت كتائب شهداء الأقصى بفتح تحقيق واسع معه، وخلال جلسات التحقيق اعترف الصوفي بارتباطه المباشر مع المخابرات الإسرائيلية عبر امرأة من نابلس كانت تعمل كوسيط لنقل المعلومات.

وقد تم لاحقًا إعدام تلك المرأة في قلقيلية بعد إثبات دورها التجسسي، فيما صدر حكم بالإعدام بحق الصوفي، لكن تدخل الاستخبارات العسكرية في ذلك الوقت حال دون تنفيذ الحكم، حيث تعهدت بنقله وترحيله إلى غزة مقابل إسقاط قرار الإعدام الصادر بحقه، لتُطوى القضية دون تنفيذ الحكم.

رائد الصوفي وشبكة أبو شباب

ومع انخراط رائد الصوفي لاحقًا في شبكة القتيل ياسر أبو شباب، ظهر كأحد أبرز مرتزقة العصابة مستفيدًا من تاريخه المليء بالفساد واستغلال النفوذ والتهرب من المحاسبة.

وتبيّن تفاصيل هذه السيرة كيف مرّت تجاوزات خطيرة دون محاسبة داخل أجهزة السلطة، وكيف سمح غياب الرقابة بعودة شخص تورّط سابقًا في النصب والاحتيال والعمالة، قبل أن ينتهي ضمن شبكة ياسر أبو شباب.

وفي هذا السياق، كان الشيخ سالم الصوفي، أحد مشايخ قبيلة الترابين في قطاع غزة، قد أكد أن قتل من أسماه بـ«العميل الخاسر» “ياسر أبو شباب”، لاقى ارتياحًا واسعًا بين أبناء الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن «ظاهرة أبو شباب» حالة شاذة ومرفوضة وطنيًا وشعبيًا، وعلى قدسية وحدة الوطن أرضًا وشعبًا.

كما أشار إلى دعم قبيلة الترابين الكامل للبيان الصادر عن القبيلة بهذا الشأن، وإلى رفع الغطاء الوطني والعشائري عن كل من ينتمي لأي تشكيل خارج الصف الوطني الفلسطيني.

ودعا الشيخ الصوفي العناصر “المغرر بهم” في ما سماه «ميليشيا أبو شباب» إلى تسليم أنفسهم وسلاحهم لأقرب نقطة أمنية حفاظًا على السلم الأهلي ووحدة الصف الوطني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى