معالجات اخبارية

اليونيسف تحذر: أطفال غزة قد يموتون عطشًا

وسط انهيار شبكات المياه والقصف المستمر

في تحذير بالغ الخطورة، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” أن أطفال قطاع غزة يواجهون خطر الموت عطشًا نتيجة الانهيار الكامل لشبكات المياه والصرف الصحي، واستمرار نقص الوقود، والحصار الإسرائيلي الخانق، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.

ويأتي التحذير وسط مجازر متكررة تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى المساعدات الإنسانية أو ينتظرونها في طوابير وسط الأنقاض والجوع.

وقال المتحدث باسم “اليونيسف”، جيمس إلدر، في مؤتمر صحفي في جنيف إن أكثر من 60% من سكان غزة لا يحصلون على مياه الشرب الآمنة، وإن 40% فقط من مرافق إنتاج المياه لا تزال تعمل – في ظروف هشة وبدون وقود كافٍ لتشغيلها.

وأضاف إلدر أن الأطفال في غزة يواجهون مخاطر جسيمة بسبب الجفاف، مشيرًا إلى تقارير عن وفيات بين الأطفال بسبب الإصابة برصاص القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم الحصول على الطعام والماء. وأشار إلى حالة صبي صغير أصيب بقذيفة دبابة وتوفي لاحقًا.

القتل أثناء انتظار المساعدات

في واحدة من أكثر المجازر دموية خلال الأيام الأخيرة، أفاد مستشفى العودة في بلدة النصيرات أن 24 فلسطينيًا معظمهم من المدنيين استشهدوا بنيران إسرائيلية بينما كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية أمس الجمعة.

وأوضح مدير المستشفى مروان أبو ناصر أن الجرحى الذين استقبلهم المستشفى أصيبوا في الصدر والرأس، بينهم نساء وأطفال.

وفي شهادة ميدانية لـصحيفة الغارديان، قال خالد العجوري (33 عامًا) من مخيم جباليا: “أقنعت نفسي أنني في مكان آمن. فجأة دوّت الانفجارات، وأُصبت في ساقي وصدري”.

النظام الصحي والمائي ينهار

إلى جانب القصف والجوع، تُواجه غزة كارثة صحية ومائية شاملة. فمحطات تحلية المياه الرئيسية توقفت عن العمل بعد أن قطعت إسرائيل الكهرباء عنها في مارس/آذار الماضي. كما لم يُسمح بإدخال الوقود منذ انهيار الهدنة.

أدى ذلك إلى شلل شبه كامل في تشغيل آبار المياه ومحطات المعالجة، بالإضافة إلى تدمير غالبية شبكات الصرف الصحي والخزانات والأنابيب. ونتيجة لذلك، تختلط مياه الصرف بالمياه الجوفية، مما ينذر بكارثة صحية وبيئية.

ويقول مسؤولون في قطاع المساعدات إن احتياطيات الوقود التي تم تخزينها سابقًا استُهلكت بالكامل، وإن استمرار الوضع على ما هو عليه يعني مزيدًا من الوفيات، خاصة بين الأطفال.

“مؤسسة غزة الإنسانية” تحت النيران

في خضم الفوضى، واصلت مؤسسة تُدعى “مؤسسة غزة الإنسانية” توزيع المساعدات، بدعم أميركي وإسرائيلي، غير أنها تواجه اتهامات متزايدة بالتمييز وغياب الشفافية، وسط تزايد أعداد الضحايا في مواقع التوزيع.

تُتهم المؤسسة بعدم الوضوح بشأن أماكن وساعات توزيع الإمدادات، إذ تنشر المعلومات أحيانًا على وسائل تواصل لا يمكن للغزيين الوصول إليها بسبب انقطاع الإنترنت، مما يُعرّض المدنيين للخطر عند محاولتهم التوجه لمواقع قد تكون مغلقة أو محاطة بجنود.

وقال جيمس إلدر: “نتلقى تقارير عن إطلاق نار على أشخاص فقط لأنهم يبحثون عن الطعام. لا توجد طريقة إنسانية أو آمنة للوصول إلى المساعدات حاليًا”.

النظام الجديد.. “غير أخلاقي وغير كافٍ”

تسعى دولة الاحتلال بالتنسيق مع بعض الشركاء الغربيين، إلى إعادة تنظيم منظومة المساعدات عبر “صندوق مساعدات إنساني عالمي” ليحل محل هيئات الأمم المتحدة، متذرعة بأن تلك الهيئات “تسهل تسرب المساعدات لفصائل المقاومة”.

لكن منظمات الإغاثة الدولية، ومنها وكالات أممية، ترفض هذا النظام الجديد، واصفة إياه بأنه غير عملي وغير أخلاقي، ويتجاهل حجم الكارثة الإنسانية، ويفتقر إلى الضمانات الأساسية للحياد والعدالة في التوزيع.

ويحذر العاملون في المجال الإنساني من أن غزة تواجه كارثة متعددة الأوجه: الجوع، العطش، الانهيار الصحي، والموت تحت القصف. أما المجتمع الدولي، فهو يكتفي بإبداء “القلق العميق”، بينما يموت أطفال غزة عطشًا… بلا وقود ولا ماء ولا أمل في الأفق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى