تحليلات واراء

الإمارات تدفع الانفصاليين الموالين لها في اليمن نحو التطبيع مع إسرائيل

كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن تحركات سياسية ودبلوماسية يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، بدعم إماراتي غير معلن، تهدف إلى نيل اعتراف دولي باستقلال جنوب اليمن، مقابل التعهّد بالتطبيع الفوري مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في حال إعلان الدولة الجديدة.

وبحسب التقرير، أبلغ ممثلون عن المجلس الانتقالي الجنوبي أعضاء في مجلس الأمن الدولي، خلال اجتماع عُقد يوم الثلاثاء، أن وحدة اليمن التي أُعلنت عام 1990 «قد انتهت عمليًا»، في إشارة صريحة إلى انتهاء مشروع الدولة اليمنية الموحدة، وفتح الباب أمام مسار انفصالي كامل الأركان.

ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر المشاركة في اللقاء قوله إن المجلس بات يتعامل مع الانفصال كأمر واقع وليس مجرد مطلب سياسي.

وفي خطوة تعكس حجم التحول، أوفد المجلس الانتقالي الجنوبي مبعوثين للقاء مسؤولين إسرائيليين، في مسعى لبناء قنوات اتصال مباشرة، مستندًا إلى ما وصفه بـ«القضية المشتركة» مع دولة الاحتلال في مواجهة جماعة أنصار الله “الحوثي”.

الإمارات تقود التطبيع العربي

وفقًا لمصدرين تحدثا للتايمز، يسعى المجلس إلى استمالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي عاد إلى البيت الأبيض وهو يدفع باتجاه توسيع «اتفاقات أبراهام»، عبر التعهّد بالاعتراف الرسمي بإسرائيل فور إعلان استقلال جنوب اليمن.

ويعوّل المجلس على أن يجد هذا العرض صدى لدى إدارة ترمب، التي سبق أن رعت اتفاقات التطبيع بين تل أبيب وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان خلال ولايته الأولى.

وتأتي هذه التطورات بعد أن فرض المجلس الانتقالي سيطرته على مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي يُفترض أن المجلس جزء من مكوّناتها.

وقد أدخلت هذه الخطوة مستقبل اليمن في مرحلة جديدة من الغموض، بعد سنوات من حرب أهلية قسمت البلاد بين الحوثيين في الشمال وتحالف هش من الفصائل في الجنوب.

ويرى آدم بارون، الخبير في الشأن اليمني وزميل برنامج «الأمن المستقبلي» في مركز «نيو أميركا»، أن ما جرى يمثل «أهم نقطة تحوّل منذ ما يقرب من عقد»، معتبرًا أن سيطرة المجلس الانتقالي على عدن قلبت المعادلة السياسية رأسًا على عقب، في وقت لم تكن فيه الأطراف الإقليمية والدولية مستعدة للتعامل مع هذا السيناريو.

ولم تتوقف تحركات المجلس عند عدن، إذ بسط نفوذه أيضًا على محافظتي حضرموت الشرقية الغنية بالنفط، والمهرة المحاذية لسلطنة عُمان، ما زاد من حدة التوتر بين السعودية الداعمة للحكومة اليمنية، والإمارات التي استثمرت لسنوات في بناء وتدريب وتسليح قوات المجلس الانتقالي.

وقادت الرياض وأبوظبي تدخلًا عسكريًا مشتركًا في اليمن منذ عام 2015 ضد الحوثيين، غير أن التباينات بينهما ظهرت بوضوح منذ انسحاب الإمارات الأحادي من بعض الجبهات عام 2019، وهو ما أثار استياءً سعوديًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى