تحليلات واراء

عقدة الردع التاريخية تفسر تطابق خطاب أمجد أبو كوش مع الاحتلال بالتحريض على غزة

تفسر عقدة الردع التاريخية مبررات حدة تطابق خطاب أمجد أبو كوش العضو في شبكة أفيخاي مع الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه الإعلامية بالتحريض على غزة ومقاومتها.

وتكشف مصادر مطلعة أن سبب عقدة أمجد أبو كوش من المردوعين والمردوعات وتحريضه السافر على مواجهة المقاومة للعملاء والخونة، هو أن عائلته معروفة بالسرقة وتعرضت للردع أكثر من مرة في سنوات الانتفاضة الأولى.

يضاف إلى ذلك أن أمجد أبو كوش نفسه هرب من العاصمة البلجيكية بروكسل إلى العاصمة البريطانية لندن بعد أن اشتكت عليه فتاة بسبب تحرشه فيها ومحاولته الاعتداء عليها جنسيا.

من هو أمجد أبو كوش؟

تحول أمجد أبو كوش، الناشط الرقمي طول أشهر حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، إلى منصة ناطقة باسم دعاية جيش الاحتلال الإسرائيلي، بلسان فلسطيني.

وعلى صفحاته في مواقع التواصل، لا يتردد أبو كوش في الهجوم العنيف على المقاومة الفلسطينية، خصوصًا حركة حماس، متهمًا إياها بأنها “تستخدم المدنيين كدروع بشرية”، ومعتبرًا أن الهجوم الكبير في 7 أكتوبر كان خطأ كارثيًا.

بل ذهب إلى حد وصف من خطط للعملية بـ”أكبر جاسوس في العالم”، في تبنٍ صريح لخطاب الاحتلال الذي يبرر الإبادة الجماعية تحت ذريعة “حق الدفاع عن النفس”.

وفي إحدى منشوراته الأخيرة، كتب أبو كوش ساخرًا من المقاومة:”مدام عنا أطفال، يعني عندهم ذخيرة للقتال”، تعبير صادم يعكس تحقيرًا واضحًا لتضحيات المدنيين والشهداء، وتصويرًا للمقاومة على أنها تستمد قوتها من دماء الأطفال، في تكرار مباشر للدعاية الإسرائيلية التي تسعى لتجريم أي شكل من أشكال الكفاح الوطني.

وفي منشور آخر، سخر من استشهاد المقاومين وقتل الجنود الإسرائيليين في معارك الشوارع، معتبرًا أن مثل هذه العمليات ليست إنجازًا، ومقارنًا إياها بأرقام خسائر الاحتلال في اجتياحات سابقة، ليخلص إلى أن المقاومة اليوم “صغيرة جدًا” و”تقاتل لأجل علب فول”.

فضيحة أمجد أبو كوش

يقدّم أبو كوش نفسه بوصفه “صاحب رأي مستقل” و”صوتًا نقديًا” لحركة حماس، لكن مضمون مداخلاته يتجاوز النقد السياسي إلى اصطفاف دعائي واضح مع الخطاب الإسرائيلي: وصفُ عملية 7 أكتوبر بأنها “خطأ كارثي”، والتشكيك في قيمة الاشتباكات الميدانية ضد قوات الاحتلال، والسخرية من جدوى الكفاح المسلح.

وفي مقاطع أخرى، يذهب أبو كوش إلى توصيفات تُجرّم المقاومة وتُحمّلها كامل المسؤولية عن المآسي، وهو ما ينسجم مع خطابٍ إقليمي أوسع ظهر في تصريحات شخصيات خليجية بارزة حمّلت حماس مسؤولية دماء الأطفال في غزة، وأثارت موجات غضب واسعة.

ويندرج في ذلك تصريح للأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله بأن “رقاب حماس مثقلة بدماء أطفال غزة”، وهو مثال صارخ على “التطبيع السردي” الذي يبدّل مواقع الضحية والجلاد في الفضاء العام.

ولا يقف الجدل عند حدود اللغة؛ إذ ذهبت منصّات فلسطينية ناقدة إلى اتهام أبو كوش بالارتباط بشبكات تمويل ذات صلة بأجهزة استخبارات غربية وإسرائيلية، مشيرةً إلى تقرير لصحيفة بلجيكية في ديسمبر 2022 يكشف تلقّي منصته دعمًا من كيان مرتبط بالاستخبارات الهولندية ضمن مشروع يستهدف “نزع شرعية المقاومة”.

كما تحدّثت عن مشاركته في حلقات مغلقة يرعاها “منتدى التعاون الإقليمي” التابع للخارجية الإسرائيلية.

في المقابل، يواصل أبو كوش الظهور في برامج تلفزيونية ومنصّات لدول التطبيع العربي لتبرير موقفه بوصفه “مواجهة لخطاب حماس”، ما يعمّق الاستقطاب ويرفع منسوب الهجمات المتبادلة عبر الشبكات. وتوضح مقابلات وبرامج منشورة أنه بات ضيفًا متكررًا في سجالات تتعلق بـ“جدوى” المقاومة و”مسؤولية” ما آلت إليه غزة.

وعليه بات أبو كوش يعد من أبرز وجوه “شبكة أفيخاي” وهي توصيف يُستخدم محليًا للإشارة إلى ذراع دعائية رقمية منسوبة لجيش الاحتلال هدفها اختراق الوعي الفلسطيني عبر مؤثرين يتحدثون بلسانٍ محلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى