معالجات اخبارية

لا نار بدون دخان.. تصاعد فضيحة مدوية تلاحق غسان الدهيني

في ظل حالة الغموض والتسريبات المتلاحقة، تتصاعد فضيحة مدوية تحيط باسم المدعو غسان الدهيني، وباتت حديث الشارع المحلي وسط تضارب الروايات وكثرة الاتهامات، في مشهد يلخص مقولة: “لا نار بلا دخان”.

إذ خرج عيسى الترباني أحد أقارب المقبور ياسر أبو شباب عن صمته وهدد غسان الهديني علنا على خلفية مطامع الأخير في الارتباط بزوة أبو شباب.

وكتب الترباني على حسابه في فيس بوك (المرحوم (في إشارة إلى ياسر أبو شباب) غاب بجسمه لكنه ترك خلفه أسود ما تغمض عيونها عن شرفه، يا غسان حرمة أخوي ياسر خط أحمر ما تحسبها صيدة سهلة”.

وتأتي هذه التغريدة لتؤكد ما سبق أن كشفته تقارير وروايات متداولة في دوائر مختلفة، بأن الخلاف الذي انفجر بين غسان الدهيني وياسر أبو شباب، القائد السابق للعصابة المدعومة من الاحتلال الإسرائيلي، كان نتاج تراكمات امتدت لأشهر.

فقد ارتبطت هذه الخلافات وفق مصادر متعددة، بالتنافس على النفوذ داخل إطار العمل المشترك، وبإدارة ملفات حساسة تتعلق بالتنسيق والدعم والامتيازات.

غير أن أخطر ما يتم تداوله، وفق تلك الروايات، هو مزاعم عن ارتباط غير أخلاقي يُقال إن غسان الدهيني تورط فيه مع زوجة ياسر أبو شباب وهي تسريبات انتشرت بداية في دوائر ضيقة، قبل أن تتسرب إلى المجال العام، لتتحول إلى عنصر مفجر للخلاف بين الطرفين.

وتؤكد مصادر مطلعة أن هذه القضية كانت “القشة التي قصمت ظهر العلاقة”، وأنها أدت إلى مواجهة مباشرة وحادة، تجاوزت حدود الخلافات التنظيمية والأمنية، وفتحت الباب أمام صراع شخصي بالغ الحساسية.

وجاءت تصريحات عيسى الترباني، لتعيد القضية إلى الواجهة، وترسخ الانطباع بوجود أسرار لم تُكشف بعد، وبأن ما ظهر حتى الآن لا يمثل سوى جزء من الصورة.

وتشير روايات أخرى إلى أن الأيام الأخيرة من الخلاف شهدت تصعيدًا خطيرًا، تخللته تهديدات متبادلة ومحاولات فاشلة للوساطة، قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، في ظل تشابك المصالح واحتدام الغضب الشخصي.

من هو غسان الدهيني؟

بعد مقتل ياسر أبو شباب في ظروف وُصفت بالغامضة، برز اسم غسان الدهيني بوصفه الشخصية الأبرز داخل ما يُعرف بـ“القوات الشعبية”، وهي مجموعة مسلحة مدعومة من الاحتلال الإسرائيلي ماليًا ولوجستيًا لتنفيذ مهام ميدانية داخل قطاع غزة.

ويُعرف الدهيني، بلقب “أمير داعش في رفح”، وهو توصيف يعكس حجم الاتهامات الموجهة إليه، بما يشمل المشاركة في انتهاكات خطيرة، والعمل ضمن مجموعات مستعربين، والتورط في قتل مقاومين، واقتحام منازل مواطنين شرقي رفح.

كما تُنسب إليه، أنشطة تتعلق بتهريب المخدرات وفرض الإتاوات، والتعاون مع الاحتلال في استهداف فصائل المقاومة.

سيرة شخصية مثيرة للجدل

غسان الدهيني، من مواليد رفح في 3 أكتوبر 1987، فشل دراسيًا وحصل على معدل متدنٍ في الثانوية العامة. ويصفه من يعرفونه بسلوك عدواني وسجل حافل بالمشاكل الاجتماعية.

وقد التحق مبكرًا بأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، مستفيدًا من نفوذ والده الذي شغل منصبًا أمنيًا قبل وفاته.

يحمل رتبة “ملازم أول”، رغم ظهوره الإعلامي المتكرر بصفة “رائد”، وهو تناقض أثار الكثير من الجدل.

على الصعيد العائلي، تزوج وأنجب ثلاثة أطفال، قبل أن تنتهي حياته الزوجية بالانفصال، في ظل حديث عن اضطرابات نفسية ومشاكل متكررة.

اتهامات إضافية وسجل أمني ثقيل

تتضمن الروايات المتداولة انضمام الدهيني في مرحلة سابقة إلى تنظيم “جيش الإسلام”، قبل فصله على خلفية شبهات أخلاقية، إضافة إلى اعتقاله أكثر من مرة على قضايا مخدرات، آخرها عام 2022.

ويقال إن تصفية فتحي، شقيق ياسر أبو شباب، شكّلت فرصة ذهبية للدهيني للتغلغل داخل العصابة، حتى أصبح ذراعه الأيمن والمتحدث باسمها.

وقد برز اسمه لاحقًا في قضايا خطف واعتداءات طالت مقاومين ومواطنين ومؤسسات مدنية، بينها مستشفى ناصر الطبي، وفق اتهامات متداولة.

وبين فضائح أخلاقية وصراعات نفوذ واتهامات أمنية، تبقى قضية غسان الدهيني مثالًا صارخًا على تداخل الشخصي بالسياسي والأمني في بيئة شديدة التعقيد. ومع غياب رواية رسمية حاسمة، تظل الأسئلة مفتوحة، بانتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة من حقائق أو فضائح جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى