هل تتحول الإمارات إلى ساحة استهداف خارجي للإسرائيليين؟
أثار الإعلان عن مقتل الحاخام اليهودي زفي كوغان في الإمارات العربية المتحدة تساؤلات واسعة حول احتمال تحول أبوظبي التي وصفت بأنها البيئة الأكثر أمنا لليهود في الشرق الأوسط. إلى ساحة استهداف خارجي للإسرائيليين.
وعلقت صحيفة التايمز البريطانية أنه في منطقة معادية لإسرائيل بشكل كبير، بدت الإمارات كاستثناء وحيد. لكن مقتل زفي كوغان يهدد بتحطيم هذا الإحساس بالأمان.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن زفي كوغان قُتل في “حادث إرهابي معادٍ للسامية”، في المقابل لم تقدم الحكومة الإماراتية بعد تفاصيل كاملة عن جريمة القتل علنًا، لكنها يبدو أنها تتشارك التحقيقات مع السلطات الإسرائيلية.
وقد شكر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الإمارات على هذا التعاون، وهو ما قد يمثل ارتياحًا لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي اعتادت على تعنت نظرائها المصريين عند حدوث مشاكل.
وبحسب الصحيفة ستكون الإمارات حريصة على إنهاء التحقيق سريعًا وسد أي ثغرات أمنية سمحت بحدوث هذه الوفاة غير المعتادة في بلد بنى سمعته على الأمان لا سيما بعد التطبيع العلني مع دولة الاحتلال.
وبعد تنفيذ ثلاثة اعتقالات، شددت وزارة الداخلية الإماراتية على أن الاحتجاز تم “في وقت قياسي”.
كتب أنور قرقاش، مسؤول إماراتي بارز، على منصة إكس: “ستظل الإمارات وطنًا للأمان، وواحةً للاستقرار، ومجتمعًا للتسامح والتعايش، ومنارةً للتنمية والفخر والتقدم” دون الإشارة إلى حادثة الحاخام اليهودي.
جاء أحد أكبر اختبارات الإمارات في عام 2020 عندما وقعت اتفاقها للتطبيع العلني مع “إسرائيل”، مما أدى إلى انتقادات في جميع أنحاء المنطقة ومن الفصائل الفلسطينية.
ولن تتأثر علاقات التطبيع بمقتل كوغان، كما أشار نتنياهو، لكن “إسرائيل” والإمارات يخشيان من الأسوأ القادم.
إذ أن وجود سفارة إسرائيلية، وسياح يهود، ومعابد يهودية في البلاد قد يجعل الإمارات هدفًا.
وأعادت الحكومة الإسرائيلية إصدار توصية لمواطنيها بتجنب السفر غير الضروري إلى الإمارات، ونصحت الموجودين هناك بتقليل التحركات، والبقاء في مناطق آمنة، وتجنب زيارة الأماكن المرتبطة بإسرائيل والجاليات اليهودية.
بحسب وكالة رويترز أصبح المجتمع الإسرائيلي واليهودي في الإمارات أكثر وضوحًا منذ عام 2020، عندما أصبحت الإمارات الدولة العربية الأبرز خلال 30 عامًا التي تقيم علاقات تطبيع رسمية مع “إسرائيل” بموجب اتفاقية بوساطة أمريكية أُطلق عليها “اتفاقيات إبراهيم”.
وقد حافظت الإمارات على هذه العلاقة خلال حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ 13 شهرًا في غزة.
لكن الإسرائيليين واليهود أصبحوا أقل ظهورًا في الأماكن العامة منذ بدء الحرب التي إلى احتجاجات عالمية.
وسبق أن أفاد أعضاء في المجتمع اليهودي بأن المعابد غير الرسمية في دبي أُغلقت بعد 7 أكتوبر 2023 بسبب مخاوف أمنية، حيث اجتمع اليهود للصلاة في منازلهم بدلاً من ذلك.
لا توجد إحصاءات رسمية حول عدد اليهود أو الإسرائيليين المقيمين في الإمارات، لكن المجموعات اليهودية تقدر وجود عدة آلاف منهم.
دور حركة حباد اليهودية
قالت حركة حباد إن جثة كوجان التي ينتمي لها عُثر عليها صباح الأحد، وأدانت في بيان لها “اغتياله”.
وكان كوجان من المؤسسين لمجتمع حباد في الإمارات، الذي يوفر خدمات دينية ودعمًا لليهود المغتربين.
ومنذ تطبيع العلاقات علنا بين “إسرائيل” والإمارات شهد المجتمع اليهودي في الإمارات ازدهارًا، ليصبح واحدًا من أكبر المجتمعات اليهودية في الشرق الأوسط.
يُعرف مبعوثو حباد بدعم الحياة اليهودية في البلدان التي لا توجد فيها تجمعات يهودية كبيرة، كما أنهم يوفرون خدمات دينية وغذاءً موافقًا للشريعة اليهودية.
يعكس مقتل كوجان تأثير التوترات الإقليمية على المجتمعات اليهودية في الخارج. وأكد المجتمع اليهودي في الإمارات شعورهم بالأمان مقارنة بأماكن أخرى مثل أوروبا، حيث ازدادت الهجمات ضد اليهود.
لكن يُعتبر مقتل كوجان نكسة للمجتمع اليهودي في الإمارات وللعلاقات بين “إسرائيل” والإمارات.