التناقض الصارخ يحكم خطاب نتنياهو أمام الكونغرس
حظي خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أمام الكونجرس الأمريكي يوم 24 تموز/يوليو 2024 بمتابعة واسعة في الإعلام الدولي لكن الحكم الأكثر إجماعا عليه بأنه خطاب كان يحكه التناقض الصارخ.
فقد يكون نتنياهو قدم خطابا دفاعياً قوياً بالنظر إلى خبرته في أروقة السياسة داخل الولايات المتحدة، لكن الخطاب مشكوك فيه من الناحية الواقعية عن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
قبل الخطاب، دعا أفراد عائلات ما يقدر بنحو 120 أسيرا إسرائيليا ما زالوا محتجزين في غزة نتنياهو إلى الالتزام بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح أقاربهم.
لكن لم يأتِ نتنياهو على ذكر وقف إطلاق النار في خطابه. بل تعهد بدلاً من ذلك بتحقيق “نصر كامل” في القتال ضد المقاومة الفلسطينية، ووصفه بأنه صراع بين “الخير” و”الشر”.
كما أعلن أن المحتجين في مختلف أنحاء العالم ضد الحرب اختاروا “الوقوف إلى جانب الشر” ــ بما في ذلك الآلاف الذين تجمعوا للاحتجاج على زيارته إلى واشنطن العاصمة.
كما قلل نتنياهو من أهمية الخسائر البشرية والإنسانية المدمرة التي تسبب فيها الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في غزة، أو قدم ادعاءات كاذبة بشكل واضح حول الجهود المبذولة لحماية المدنيين.
في غضون ما يقرب من عشرة أشهر، قُتل ما يقرب من 40 ألف شخص، ونزح 1.9 مليون شخص قسراً – مرات عديدة – وتحولت غالبية المساكن والبنية التحتية التي تدعم الحياة في القطاع إلى أنقاض.
التجويع سلاح حرب
واجهت “إسرائيل” انتقادات واسعة النطاق واتهامات بأنها تستخدم التجويع كسلاح حرب في غزة – بما في ذلك من قبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الذي طلب إصدار مذكرات اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد نتنياهو ووزير الجيش الإسرائيلي “يوآف جالانت” في وقت سابق من هذا العام.
وفي كلمته، رد نتنياهو على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، قائلا إن “إسرائيل” مكنت أكثر من 40 ألف شاحنة مساعدات من دخول غزة، مستشهدا على ما يبدو بأرقام من مكتب تنسيق الأنشطة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي الوكالة الحكومية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق الأنشطة الإنسانية.
وهذا الرقم أعلى من البيانات الصادرة عن هيئة تنسيق المساعدات الطارئة التابعة للأمم المتحدة (أوتشا).
لكن العاملين في المجال الإنساني يقولون إن التركيز على أعداد الشاحنات يمكن أن يحجب صورة واضحة تمامًا.
إذ يواجه سكان غزة بالكامل مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي أو ما هو أسوأ، وفقًا لتقرير مراقبة أصدره خبراء الأمن الغذائي المدعومون من الأمم المتحدة في نهاية يونيو.
وكان السكان في غزة واضحين بشأن الصعوبات التي يواجهونها في تأمين ما يكفي من الغذاء لتناول الطعام.
ويقول عمال الإغاثة أيضاً إن “إسرائيل” لم تفعل شيئاً طيلة الحرب لمعالجة القضايا التي تمنعهم من تقديم استجابة إنسانية ذات مغزى.
المصدر/ The New Humanitarian