تتصاعد حدة المواجهات في مدينة جنين ومحيط مخيمها شمال الضفة الغربية، مع استمرار محاولات أجهزة أمن السلطة استهداف عناصر المقاومة، وسط تنسيق أمني واضح مع الاحتلال الإسرائيلي.
الأحداث التي تدخل يومها الرابع تكشف عن عمق الأزمة الفلسطينية الداخلية، والتي يتصدرها التنسيق الأمني والسياسات القمعية.
السلطة تهاجم جنين
أفادت مصادر محلية بأن أجهزة أمن السلطة دفعت بسيارات مدرعة إلى محيط مخيم جنين واعتلى قناصتها مبانٍ مرتفعة لاستهداف المقاومين، في خطة مشتركة مع الاحتلال للقضاء على المقاومة في المنطقة.
وتأتي هذه التحركات في ظل اشتباكات عنيفة أدت إلى حالة شلل شبه كاملة في جنين، حيث توقفت الخدمات الطبية بعد أن رفض الأطباء التوجه إلى مستشفى جنين الحكومي، الذي لم يعد آمنًا بسبب الاشتباكات وتحوله إلى مركز استهداف.
كارثة إنسانية داخل مستشفى جنين
وأطلق أطباء وكوادر مستشفى جنين الحكومي مناشدات لإنقاذ المرضى وحماية المستشفى من دائرة الاشتباكات، محذرين من كارثة وشيكة.
وتأتي هذه التحذيرات بعد أن اقتحمت أجهزة السلطة المستشفى قبل يومين وحولته إلى نقطة عسكرية أطلقت منها النار، مما تسبب في احتراق أجزاء من المبنى وتعطيل الخدمات الحيوية.
دعوات شعبية وتحركات ميدانية
مع استمرار الاشتباكات، صدحت مآذن مساجد بلدة قباطية بدعوات للتظاهر دعماً لمقاومي جنين.
كما انطلقت مسيرات شعبية من مناطق مختلفة في محاولة للضغط على السلطة لوقف استهداف المقاومة، بينما أكد المقاومون أن السلطة تتحمل كامل المسؤولية عن تصاعد التوترات، خاصة بعد نكثها لاتفاقات سابقة تهدف إلى إنهاء الاشتباكات.
سياسات السلطة
في سياق متصل، اعتبر الكاتب والمحلل الفلسطيني محمد القيق أن ممارسات وسياسات السلطة الحالية، بما في ذلك رفض تشكيل لجنة “الإسناد المجتمعي” لإدارة غزة، تؤدي إلى تفاقم الانقسام الفلسطيني الداخلي وتمنح الاحتلال ذرائع إضافية لاستهداف الفلسطينيين.
وأشار القيق إلى أن غياب الانتخابات وتجديد الشرعية الفلسطينية منذ عام 2006 تسبب في تعميق الفجوة بين القيادة والشعب، وأدى إلى استفراد الاحتلال بغزة واستمرار الضفة كهدف رئيسي للمخططات الإسرائيلية.
دعوات لتجديد الشرعية
وشدد القيق على ضرورة إصدار مرسوم عاجل لإجراء انتخابات عامة، مؤكداً أن غياب الشرعية السياسية يُستخدم كذريعة إسرائيلية لتبرير سياساتها العدائية تجاه الضفة وغزة.
وأوضح أن رفض محمود عباس تشكيل لجنة إدارية لغزة أو الدعوة لانتخابات وطنية يعكس انحرافاً عن مصالح الشعب الفلسطيني ويضع الضفة في مسار خطير نحو الضم الإسرائيلي الكامل، بينما يُبقي غزة ككيان معزول يُنظر إليه كعدو.