تصريحات العميل شوقي أبو نصيرة تفضح مرتزقة شبكة أفيخاي

فضحت تصريحات العميل شوقي أبو نصيرة الذي يقود إحدى عصابات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مرتزقة شبكة أفيخاي وحقيقة دورهم في تلميع جواسيس الاحتلال ومحاولة تمرير خططه القذةه.
فقد تضمنت تصريحات المدعو أبو نصيرة خلال مقابلة مع القناة 14 العبرية، اعترافات مباشرة بالعلاقة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، شملت التنسيق الأمني، وتلقي السلاح والغذاء والملابس، ووصف العلاقة بأنها “صداقة حميمة” وممتدة زمنياً.
ووفق نص المقابلة، قال أبو نصيرة إن العلاقة مع الإسرائيليين “قوية”، وإنهم “سوف يعيشون معهم بقية العمر في أمن وسلام”، مؤكداً وجود تنسيق أمني “لأبعد مدى”.
كما عبّر عن ثقته باستمرار الدعم الإسرائيلي والأمريكي في المرحلة التالية من الخطة السياسية المرتبطة بالإدارة الأمريكية، واصفاً الرئيس الأمريكي والإسرائيليين بأنهم “إنسانيون وصادقون”.
وتضع هذه التصريحات، بصيغتها المباشرة، العميل أبو نصيرة في موقع تعاون صريح مع قوة الاحتلال، دون استخدام لغة رمادية أو تبرير سياسي.
من هو شوقي أبو نصيرة؟
بعد بث المقابلة، أعاد ناشطون تداول مجموعة تغريدات قديمة تعود إلى نوفمبر 2025، صادرة عن حسابات مرتزقة شبكة أفيخاي كانت دافعت عن أبو نصيرة ووصفتَه بصفات مثل “المناضل” و”القائد”، ودعت إلى التضامن معه باعتباره “رمزاً للمواجهة”.
ويعزز ذلك فرضية وجود تعميم مسبق أو توجيه منسّق لإطلاق حملة دعم للمدعو أبو نصيرة، وهو نمط سبق رصده في قضايا أخرى تتعلق بشخصيات أو مجموعات تبين لاحقاً ارتباطها المباشر بالاحتلال.
ويظهر تحليل اللغة المستخدمة في التغريدات تشابهاً في المفردات، والتركيز على نزع صفة “العمالة” مسبقاً، وربط أي انتقاد بـ”التحريض” أو “الفتنة”.
كما أن مقارنة خطاب تلك التغريدات مع مضمون المقابلة مع المدعو أبو نصيرة يكشف تناقضاً واضحاً.
فبينما قدّمت الحسابات أبو نصيرة كفاعل محلي في سياق “المقاومة” أو “الدفاع عن النفس”، جاءت تصريحاته لتؤكد التعاون الأمني، وتلقي الدعم العسكري، والاصطفاف السياسي مع الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة ما يضع مصداقية الخطاب التضامني موضع تساؤل، ويحوّله من تعبير رأي إلى أداة تبييض سياسي.
شبكة أفيخاي ويكيبيديا
من زاوية إعلامية، تُظهر الحالة وظيفة شبكة أفيخاي في إدارة السرديات، لا في نقل الوقائع.
فالتغريدات لم تنتظر معلومات موثقة، ولم تربط مواقفها بسلوك ميداني قابل للتحقق، بل انطلقت من توصيفات جاهزة، تُستخدم عادة لتهيئة الرأي العام وتوجيهه. هذا الأسلوب يعتمد على السرعة والتكرار، وعلى خلق إجماع وهمي عبر حسابات متعددة تتبنى الرسالة ذاتها في وقت متقارب.
كما تكشف القضية عن آلية اختبار الرأي العام. فحملة التضامن سبقت الاعترافات العلنية، ما يسمح بقياس ردود الفعل وتعديل الخطاب لاحقاً.
وعندما خرجت التصريحات العبرية، لم تُسجَّل مراجعات جادة من الحسابات نفسها، بل لجأ بعضها إلى الصمت أو حذف محتوى سابق، وهو سلوك موثق في حالات مشابهة.
ويبرز مراقبون تعمد استخدام هذه النماذج لتكريس بدائل محلية تخدم الرؤية الإسرائيلية لإدارة القطاع، عبر دعم مجموعات مسلحة أو شخصيات تقدم نفسها كقوى “أمر واقع”.
فالتصريحات التي تحدثت عن “العيش المشترك” و”السلام الدائم” مع الاحتلال، في ظل استمرار العمليات العسكرية، تتقاطع مع هذا المسار، وتمنحه غطاءً محلياً.
وعليه لا تكشف تصريحات شوقي أبو نصيرة فقط عن موقفه الشخصي، بل تُظهر بنية خطابية متكاملة تعمل على إعادة تعريف مفاهيم مثل النضال والقيادة والتضامن.
ومن منظور إخباري، تمثل هذه القضية مثالاً واضحاً على كيفية تلاقي التصريحات العلنية مع الحملات الرقمية في إنتاج سردية تخدم أجندة سياسية محددة، بعيداً عن الوقائع الميدانية والالتزامات الوطنية.






