معالجات اخبارية
أخر الأخبار

من يحمي القتلة؟.. مجازر المساعدات في غزة تكشف شبكة تعاون مخزية

في واحدة من أكثر الحوادث إثارة للجدل منذ بدء توزيع المساعدات الأمريكية في قطاع غزة، اتهم ناجون من مجزرة غرب مدينة رفح، مجموعة مسلحة تُعرف بميليشيا ياسر أبو شباب بتنفيذ عملية قتل جماعي استهدفت مئات المواطنين المدنيين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات إنسانية في منطقة الشاكوش.

وأكدت شهادات متعددة أن عناصر هذه الميليشيا أجبروا الحشود على الجلوس في طوابير طويلة، ثم بدأوا فجأة بإطلاق النار من أسلحة رشاشة، مستهدفين بشكل مباشر الرؤوس والصدور، ما يدل على نية واضحة لإيقاع أكبر عدد من القتلى، وليس فقط فض التجمع أو التهديد.

مجازر المساعدات في غزة

ووفق روايات متطابقة، تم تنفيذ المجزرة في منطقة تواجد مكثف للجيش الإسرائيلي ودباباته، حيث شوهد أفراد الميليشيا وهم يتواصلون بشكل علني مع جنود الاحتلال دون أي محاولة للتخفي، ما أثار الشكوك بوجود تنسيق ميداني مباشر في هذه العملية الدموية.

وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن حصيلة الشهداء نتيجة مجازر المساعدات خلال الـ48 ساعة الأخيرة بلغت 13 شهيدا و200 إصابة.

 إطلاق نار مباشر على طوابير الانتظار

وأفاد عدد من الناجين أن الجريمة بدأت حين ظهر أحد المسلحين حاملاً بندقية كلاشينكوف، وأمر المحتشدين بالجلوس أرضًا على شكل طابور طويل.

وبعد دقائق، أطلق النار بشكل مباشر ومتعمد نحو الجزء العلوي من أجساد الجالسين، وسط حالة من الذهول والذعر.

المفاجأة لم تكن فقط في سقوط الضحايا، بل في أن الرصاص لم يأتِ من قوات الاحتلال، بل من مسلحين فلسطينيين، كانوا على مرأى ومسمع من القوات الإسرائيلية التي لم تحرك ساكنًا.

 إعدام ميداني وانسحاب نحو مناطق الاحتلال

وبحسب الشهادات، فتح أكثر من مسلح يرتدون ملابس مدنية ويحملون أسلحة رشاشة نيرانهم على المدنيين بشكل عشوائي، ثم انسحبوا مباشرة نحو المناطق التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي، عبر مركبات دفع رباعي، في خطوة عززت المخاوف من أن هذه الجريمة تمت بتنسيق واضح مع الاحتلال.

واستغرقت عملية إجلاء الضحايا والجرحى وقتًا طويلًا بسبب بُعد سيارات الإسعاف عن موقع الحادث، ما أجبر عشرات الشبان على نقل الجرحى على الأكتاف لمسافات طويلة وسط مشهد مأساوي لا يقل قسوة عن الجريمة نفسها.

وفي وقت يشتد فيه الحصار والجوع، تتحول المساعدات إلى فخ دموي يُدار من داخل القطاع، بينما يعلو صوت الرصاص فوق صوت الجائعين.

ووصف ناجون ما جرى بأنه “وصمة عار وخيانة وطنية”، مشيرين إلى أن تواطؤ هذه الميليشيا مع الاحتلال يشكل تهديدًا خطيرًا على النسيج الوطني الفلسطيني، ويجب محاسبة المتورطين دون أي غطاء أو تبرير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى