منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، دأب جيش الاحتلال الإسرائيلي على استهداف المستشفيات والمراكز الطبية بشكلٍ مباشر، في انتهاك صارخ للمعايير الإنسانية والقوانين الدولية.
وكان مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع من أبرز المرافق التي طالتها هذه الهجمات، حيث تعرض لاعتداءات مكثفة أدت إلى تدمير بنيته التحتية وإعاقة عمله الطبي الإنساني.
وخلال أول شهرين من الحرب عام 2023، استُهدف المستشفى خمس مرات بالقصف المباشر واقتحم ثلاث مرات، بينما تضاعف عدد الاقتحامات عام 2024 ليصل إلى ست مرات مع حصار مشدد واستهداف مرافقه 15 مرة خلال شهري نوفمبر وديسمبر.
اقتحامات مستشفى كمال عدوان
بدأت سلسلة الجرائم الإسرائيلية ضد مستشفى كمال عدوان في 14 أكتوبر 2023، عندما وجه جيش الاحتلال إنذارًا بإخلاء المستشفى.
وفي 3 ديسمبر 2023، استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية البوابة الشمالية للمستشفى، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.
وفي 11 ديسمبر، قُصفت قذيفة قسم الولادة، ما أسفر عن استشهاد سيدتين وإصابة آخرين.
واقتحمت قوات الاحتلال المستشفى في 12 ديسمبر، حيث حاصرته بالدبابات، دمرت الصيدلية ومخزن الأدوية، وأضرمت النيران في المستودعات.
وتم اعتقال 70 فردًا من الكادر الطبي والنازحين.
جرائم مستمرة
وفي أكتوبر 2024، صعّد جيش الاحتلال اعتداءاته على شمال غزة، بما في ذلك حصار مستشفى كمال عدوان واستهداف مرافقه بشكل يومي.
واستهدف الاحتلال المولدات الكهربائية والخزانات، ما أدى إلى نقص حاد في الكهرباء والمياه داخل المستشفى.
واستُشهد رئيس قسم العناية المركزة الدكتور أحمد زياد الكحلوت في نوفمبر 2024 إثر استهداف ساحة المستشفى، كما اغتيل الطبيب سعيد جودة، أخصائي العظام الوحيد في شمال القطاع، برصاص طائرة استطلاع أثناء توجهه لمهمة طبية.
انتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان
وأكد المحكم الدولي أحمد الأشقر أن استهداف مستشفى عدوان يشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني الذي يوفر حماية خاصة للمستشفيات بموجب اتفاقيات جنيف (1949) والبروتوكولات الإضافية (1977).
واعتبر الأشقر أن هذه الجرائم تدخل ضمن انتهاكات اتفاق روما الأساسية، داعيًا لتوثيق هذه الانتهاكات ورفعها إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة الاحتلال.
مستشفى كمال عدوان
وتأسس المستشفى عام 2002 خلال انتفاضة الأقصى، ليخدم منطقة شمال غزة، بما في ذلك بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا.
وقُدمت في المستشفى خدمات طبية متنوعة، عبر أربعة مبانٍ رئيسية، وكان يعتمد عليه السكان بشكل كبير خلال الحروب المتتالية على القطاع. سُمي المستشفى تيمنًا بالشهيد كمال عدوان، أحد قادة الثورة الفلسطينية الذي اغتيل في بيروت عام 1973.