شهير الحلو في خدمة الأجندة الإسرائيلية عبر شبكة إماراتية

كشفت مصادر إعلامية في غزة عن تورط الصحفي شهير الحلو، الذي يعمل مصوّرًا لشبكة جسور نيوز الممولة من دولة الإمارات، في نشاطات مشبوهة تستهدف التحريض على فصائل المقاومة الفلسطينية وتشويه صورتها أمام الرأي العام المحلي والدولي.
ووفق المعطيات، فإن الحلو لا يكتفي بالعمل تحت غطاء إعلامي إماراتي، بل يزوّد أيضًا وسائل إعلام إسرائيلية بمواد مصورة من قطاع غزة، تخدم الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
من هو شهير الحلو؟
ولد شهير الحلو عام 1991 في حي التفاح بمدينة غزة، وهو ابن الصحفي معين الحلو، الذي ارتبط اسمه منذ سنوات بعلاقات مع الإعلام الإسرائيلي.
فقد كان معين الحلو مراسلًا لإحدى القنوات الإسرائيلية، ثم واصل عمله كموظف في تلفزيون فلسطين الرسمي.
وسبق لمعين الحلو أن شارك عام 2010 في اجتماع عقد في تل أبيب مع الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، ضمن مبادرة أطلقتها منظمة (مشروع إسرائيل) تحت شعار “بناء جسور” بين الإعلام الفلسطيني والإسرائيلي.
وقد أثارت تلك المشاركة حينها جدلًا واسعًا، نظرًا لما حملته من تطبيع إعلامي مع العدو.
اليوم، يسير الابن شهير على خطى والده ولكن بأسلوب أكثر خطورة، إذ بات أداة مباشرة في خدمة مشاريع إعلامية إماراتية – إسرائيلية مشتركة، تستهدف إضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية وتفكيك الحاضنة الشعبية للمقاومة.
شبكة “جسور نيوز” ويكيبيديا
تعمل شبكة جسور نيوز كواجهة إعلامية تمولها دولة الإمارات وتطرح نفسها كمنصة “مستقلة”. غير أن تقارير موثوقة أكدت أنها ذراع إعلامي وظيفي ضمن شبكة أوسع من المشاريع الممولة إماراتيًا، هدفها إعادة صياغة الخطاب الإعلامي الفلسطيني بما يتماشى مع أجندات التطبيع وخدمة الدعاية الإسرائيلية.
ويأتي انخراط شهير الحلو كمصور لشبكة جسور نيوز ليعزز هذا المسار، حيث يقوم بتصوير تقارير ومواد إعلامية تُستخدم لتشويه صورة فصائل المقاومة واتهامها بالمسؤولية عن معاناة المدنيين في غزة.
ووفق مصادر مطلعة، فإن هذه المواد تُفبرك أحيانًا لتتماهى مع الرواية الإسرائيلية الرسمية وتُبث عبر قنوات مرتبطة بالاحتلال أو متعاطفة معه، فيما يتم إنتاج مقاطع مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة.
ولا يقتصر دور شهير الحلو على التعاون مع جسور نيوز؛ فقد تبين أنه ينشط كذلك في تزويد وسائل إعلام إسرائيلية بمقاطع مصورة من داخل قطاع غزة، تُستخدم في إنتاج تقارير دعائية تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للفلسطينيين وإظهار المقاومة في صورة سلبية أمام العالم.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن بعض هذه المواد صُوِّرت خلسة أو جرى إخراجها بطرق موجهة لإبراز مشاهد الدمار والفقر بمعزل عن سياقها الحقيقي، في إطار الحرب النفسية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
ويؤكد مراقبون أن هذا الدور يضع شهير الحلو في خانة “المتعاونين إعلاميًا” مع الاحتلال، وهي خانة لطالما اعتبرت أخطر من التعاون الأمني المباشر، نظرًا لتأثيرها الواسع على الرأي العام.
كما يتقاطع الدور الذي يقوم به شهير الحلو مع الاستراتيجية الإسرائيلية الأوسع في غزة، والمبنية على ضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية وإحداث شرخ بين المقاومة وشعبها.
