
يعاني أهل غزة اليوم من مأساة إنسانية حادة تحت حصار خانق تفرضه إسرائيل، في ظل صمت وتخاذل مصر، التي لم تقدم أي دعم ملموس أو تفتح معبر رفح لتدخل المساعدات الضرورية إلى المدنيين المحاصرين.
وهذا الموقف السلبي لمصر يتناقض بشكل صارخ مع علاقاتها الوثيقة مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي تتجلى في تبادل الهدايا الفاخرة بين القيادات المصرية ونظرائها الإسرائيليين خلال السنوات الماضية.
مصر والهدايا للإسرائيليين
بين عامي 2017 و2025، تسلم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من 1000 هدية من جهات متعددة، منها هدايا مصرية مميزة تشمل لوح شطرنج بشخصيات مصرية وتمثال فرعوني من قائد القوات الجوية المصرية، تمثال كريستالي على هيئة فرعون من المخابرات المصرية، بالإضافة إلى علبتان لمستحضرات تجميل ومجوهرات، ستة كؤوس وإبريق وصحن.
كما تلقت أجهزة الأمن الإسرائيلية هدايا من المخابرات المصرية تضمنت ساعة يد وقلم أسود ومحفظة وأزرار أكمام فضية، ربطة عنق سوداء وأخرى بنية، سوار فضة وآخر ذهبي، تمثال إبريق كريستال، أزرار أكمام فضية.
ومن سفير مصر في إسرائيل، تلقى نتنياهو طبقًا فضيًا، ومن وفد مصري لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ثلاث قطع كريستال مستطيلة وعطر ديور ورباط عنق أرماني.
وكذلك هدايا من الاستخبارات العسكرية المصرية تضمنت علبة من القماش الفاخر بداخلها بسكويت، وقلادة ذهبية وتمثال كريستالي لحصان وعربة مطلية بالذهب، ودبوس قضي وربطة عنق وقاطع سيجار فضي ومنفضة سجائر خزفية، بالإضافة إلى سيجار في علبة خشبية من COHIBA وولاعة فضية.
كما تلقى وزير الاستخبارات الإسرائيلي سلسلة قلادة زرقاء وأزرار أكمام سوداء، بينما تلقى رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت هدايا ثمينة من مصر شملت قلم مونت بلانك، قلادات ذهبية، تماثيل فرعونية، وأزرار أكمام وقلادات بطابع مصري.
صمت مصر وإغلاق معبر رفح
ورغم هذه العلاقة الوطيدة، تستمر مصر في تجاهل معاناة أهل غزة، وتغلق معبر رفح، مانعة وصول المساعدات الحيوية.
وفي ظل الحصار الإسرائيلي الخانق، يواصل النظام المصري إغلاق معبر رفح، ما يمنع دخول المساعدات الإنسانية التي تنتظر في مخازن وكالة “أونروا” في مصر، حيث يتوفر مخزون كافٍ من الغذاء لأكثر من ثلاثة أشهر.
وهذا الإغلاق يزيد من معاناة سكان غزة الذين يعانون من مجاعة غير مسبوقة وسوء تغذية حاد، خاصة بين الأطفال الذين يفقدون حياتهم يوميًا نتيجة نقص الغذاء والدواء.
ومع استمرار إغلاق المعبر، يتحول رفح إلى بوابة موت بطيء، ويصبح النظام المصري شريكًا صامتًا في تفاقم الأزمة الإنسانية، مكرسًا معاناة ملايين المدنيين المحاصرين، ويُضاف هذا الموقف إلى قائمة الجرائم التي تهدد حياة أهل غزة وتجعل المصير الإنساني للقطاع في خطر شديد.
وفي الوقت الذي تُسلَّم فيه الهدايا الفاخرة من جهات مصرية إلى مسؤولين في دولة الاحتلال، تبقى شحنات الغذاء والدواء متوقفة عند بوابة معبر رفح، حيث يموت الأطفال جوعًا وينتظر المحاصرون بصيص رحمة لا يأتي.