
كشفت صحيفة سيحاه مكوميت الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر من داخل جيش الاحتلال، عن ممارسات مروّعة تنفذها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، تتضمن منع عمليات الإنقاذ وتعمد قصف المواقع المستهدفة مجددًا رغم المعرفة بوجود مدنيين أحياء تحت الأنقاض.
الاحتلال يقرّ
والتقرير الذي استند إلى شهادات ضباط إسرائيليين، أوضح أن الجيش يستخدم طائرات دون طيار لتنفيذ ضربات متكررة على نفس الأهداف، دون معرفة من تبقى في الموقع أو ما إذا كان ناجون لا يزالون تحت الركام.
وأكد الضباط أن هذه الممارسات تتم بمعرفة تامة من القيادة العسكرية، رغم إدراكهم أن تكرار القصف قد يؤدي إلى مقتل مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء.
سياسة ممنهجة لمنع الإنقاذ
ووفقًا للصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يتعمد عرقلة جهود الإنقاذ والإغاثة، ويمنع الطواقم الطبية والمتطوعين من الوصول إلى المناطق المستهدفة.
وهذه السياسة تحرم الضحايا من أدنى فرص النجاة، وتحوّل كل استهداف إلى مجزرة مركّبة من القصف والإهمال المتعمّد.
ويسلّط التقرير الضوء على انتهاك صارخ لمبدأ التمييز الذي تفرضه قوانين الحرب، والذي يوجب الفصل بين الأهداف العسكرية والمدنية. واستخدام الطائرات المسيّرة بشكل متكرر لقصف مواقع دون تحديد دقيق للضحايا المحتملين يعكس نهجًا عسكريًا يتجاهل حياة المدنيين عمدًا.
شهادة من داخل جيش الاحتلال
وضباط في جيش الاحتلال وصفوا هذه الإجراءات بأنها جزء من “أسلوب معتمد” لدى القوات الإسرائيلية في غزة، يهدف إلى الضغط المتواصل على السكان المدنيين، بصرف النظر عن العواقب الإنسانية.
وتكشف هذه التصريحات عن جانب آخر من الجرائم اليومية التي ترتكب بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل سلطات الاحتلال حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، وسط تجاهل تام لكل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف العدوان فورًا.
وقد أسفرت هذه الإبادة، بدعم أمريكي مباشر، عن أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب ما يزيد على 9 آلاف مفقود تحت الأنقاض، ونزوح مئات الآلاف من السكان، ومجاعة خانقة أودت بحياة العديد من المدنيين، خصوصًا في شمال القطاع.