
أكد محللون سياسيون أن المرحلة المقبلة في السياسات الإسرائيلية، بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ستشهد تصعيدًا في سياسة الضم وتهديد الكيانية السياسية للسلطة الفلسطينية، مع سعي الاحتلال لفرض واقع أمني جديد في الضفة الغربية.
وتشير تحركات الاحتلال الأخيرة، مثل دخول الدبابات إلى مدينة جنين واقتحام نتنياهو لمخيم طولكرم، إلى تعزيز هذه التوجهات.
الضم وإنهاء السلطة الفلسطينية
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة، قصي حامد، أن المرحلة المقبلة تحت قيادة نتنياهو ستشهد تصعيدًا في مساعي الاحتلال لتطبيق سياسة الضم، التي تستهدف تقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة.
ويشير حامد إلى أن نتنياهو لا يعترف باتفاق أوسلو، بل يعتبره “خطيئة سياسية” تسعى حكومته لتجاوزها بالكامل.
ومن خلال الاقتحامات الأخيرة، مثل اقتحام طولكرم ودخول الدبابات إلى جنين، يسعى نتنياهو لتأكيد سيادة الاحتلال العسكرية على الضفة الغربية، استعدادًا لفرض واقع جديد يشرعن ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
دعم أمريكي لسياسات نتنياهو
ويرى المحلل السياسي عمر جعارة أن التصعيد في الضفة الغربية يتم بتأييد ضمني من الإدارة الأمريكية، التي تدعم سياسات نتنياهو بما يخص الضفة الغربية.
ويشير جعارة إلى أن هذه السياسات تأتي ضمن خطة أمريكية أوسع تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتحويل السلطة الفلسطينية إلى “كيان إداري” دون أي سلطة سياسية أو سيادية.
الإجراءات الإسرائيلية ضد السلطة
وتتمثل السياسات الإسرائيلية في فرض حصار مالي على السلطة الفلسطينية من خلال اقتطاع أموال الضرائب الفلسطينية، ما يعوق قدرة السلطة على إدارة شؤونها.
كما تعمل إسرائيل على عرقلة تحركات السلطة دوليًا وتضييق صلاحياتها الأمنية والإدارية داخل الضفة الغربية.
الضم الكامل للضفة
وفي السياق، يؤكد المختص في الشؤون العبرية، محمد نصر الدين، أن إسرائيل تسعى منذ 7 أكتوبر 2023 لفرض واقع جديد في الضفة الغربية من خلال تحويلها إلى كنتونات معزولة.
ويوضح نصر الدين أن هذا المخطط يتناغم مع تعهدات نتنياهو لحلفائه في الحكومة الإسرائيلية، وخاصة وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش، الذي يطالب بضم الضفة الغربية تدريجيًا.
ووفقًا لنصر الدين، تسعى إسرائيل من خلال إجراءات متعددة إلى تعزيز السيطرة العسكرية على المدن والمخيمات الفلسطينية، بالإضافة إلى إضعاف السلطة الفلسطينية عبر تفكيك مؤسساتها، ما يؤدي إلى انهيارها التدريجي.