الإمارات الممثل الرسمي لإسرائيل في الجامعة العربية

حولت الإمارات العربية المتحدة نفسها إلى الممثل الرسمي لإسرائيل في الجامعة العربية بما تتخذه من مواقف متناغمة كليا مع استراتيجية دولة الاحتلال فيها يخص المقاومة في قطاع غزة.
وأكدت وكالة “رويترز” للأنباء نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن الإمارات أصرت على مخالفة الإجماع العربي بشأن مستقبل غزة والموقف من المقاومة باشتراطها نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وباقي الفصائل بالكامل.
وقالت الوكالة إن الإمارات “تعتبر حماس تهديداً وجودياً، وتشترط نزع سلاح الحركة بالكامل” من أجل ضمان التمويل العربي لإعادة إعمار غزة، بينما تدعو دول عربية أخرى إلى نهج تدريجي.
وأضافت أن المملكة العربية السعودية تعتبر استمرار وجود حماس المسلحة في غزة عقبة أمام أي حل، بسبب المعارضة القوية من قبل الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقد تبنّى القادة العرب يوم الثلاثاء خطة إعادة إعمار مصرية لقطاع غزة، بقيمة 53 مليار دولار، في محاولة لتجنب تهجير الفلسطينيين من القطاع، وذلك على عكس رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ”ريفيرا الشرق الأوسط”.
وأعلن البيت الأبيض أن الخطة التي تبنتها الدول العربية لا تعالج واقع غزة، مؤكداً أن ترامب متمسك بمقترحه.
وكانت خطة ترامب، التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين والاستحواذ على القطاع، قد لاقت إدانة عالمية الشهر الماضي، ما عزز مخاوف الفلسطينيين من تهجير دائم من أراضيهم.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن المقترح المصري، الذي رحبت به حماس والفصائل الفلسطينية، تم تبنيه في ختام قمة في القاهرة.
وأوضح السيسي أن مصر عملت بالتعاون مع الفلسطينيين على تشكيل لجنة إدارية مكونة من تكنوقراط فلسطينيين مستقلين، تتولى إدارة شؤون غزة لفترة مؤقتة بعد انتهاء الحرب، إلى حين عودة السلطة الفلسطينية.
وأعلنت حركة حماس في بيان أنها توافق على اقتراح اللجنة الإدارية المصرية، لكنها لن تشارك بمرشحين لها فيها. ومع ذلك، ستحتاج اللجنة إلى موافقة حماس على مهامها وأعضائها وأجندتها، على أن تعمل تحت إشراف السلطة الفلسطينية.
تحديات أمام السلطة
أشارت رويترز إلى أن الدول العربية لا تزال تراهن على الدفع بدور للسلطة الفلسطينية في غزة لكن ذلك يجابه العديد من العقبات.
وقد رحب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالمقترح المصري، وحثّ ترامب على دعمه باعتباره بديلاً عن تهجير الفلسطينيين.
كما أعلن عباس، الذي يتولى السلطة منذ عام 2005، استعداده لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية عندما تسمح الظروف بذلك، فيما ردت حماس بالترحيب بفكرة الانتخابات.
لكن بحسب رويترز فإن عباس يواجه تحديات متزايدة بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، مما أضعف شرعيته. ويعتبره العديد من الفلسطينيين زعيماً غير ديمقراطي وغير متصل بواقعهم.
وذكرت رويترز أن إعادة إعمار غزة يعتمد بشكل كبير على مساهمات الدول الخليجية الغنية بالنفط، مثل الإمارات والسعودية، التي تمتلك الأموال اللازمة.
وقال رئيس وزراء الحكومة في رام الله محمد مصطفى إن صندوق إعادة الإعمار سيسعى للحصول على تمويل دولي وإشراف عالمي، ومن المرجح أن يكون مقره في البنك الدولي.