الأطفال الرضع في مقدمة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية
سلطت صحيفة “التايم” البريطانية، الضوء على استشهاد العشرات من الأطفال الرضع جراء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وقالت الصحيفة إنه في الأشهر العشرة لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وُلد ما يقرب من عشرين ألف طفل في قطاع غزة. واستشهد نحو 115 طفلاً حديثي الولادة، وفقاً لوزارة الصحة.
كان التوأمان أيسل وآسر قد بلغا من العمر أقل من أربعة أيام عندما انتهت حياتهما وحياة والدتهما جمانة عرفة بقصف في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وكان والدهما محمد أبو القمصان قد خرج لاستلام شهادات ميلادهما يوم الثلاثاء الماضي عندما وردت أنباء عن تلقيه مكالمة من أحد الجيران يخبره فيها بأن المكان الذي كان يحتمي فيه هو وعائلته تعرض لقصف جوي إسرائيلي. كما استشهدت حماته.
وقال أبو القمصان متسائلا بغضب وحزن شديدين: “ماذا فعلت زوجتي لتستحق الموت مع أطفالنا؟ أطفالي لم يتجاوزوا الثلاثة أيام من العمر. لم أحتفل بهم بعد. ولم تحتفل بهم هي بعد”.
وفي مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بدا أبو القمصان في حالة من الحزن الشديد، حيث كان يبكي ويبكي في مستشفى شهداء الأقصى، بعدما هرع على أمل العثور على عائلته على قيد الحياة. وقال إنه وجدهم في ثلاجة.
معركة كسب التعاطف
قالت صحيفة التايم إن موت أي طفل رضيع يشكل حدثاً عميقاً، ولكن الأطفال الذين يقتلون في الحرب قد يستحضرون قوة غير عادية، بما في ذلك في معركة موازية لكسب التعاطف.
وأشارت إلى أنه في أعقاب هجوم طوفان الأقصى مباشرة، حاول المسؤولون الإسرائيليون إثارة غضباً عالمياً بزعم مقتل أطفال ونشر دعاية تتضمن صوراً من حضانات ملطخة بالدماء، وتداولت تقارير خاطئة عن أطفال رضع مقطوعي الرؤوس في مختلف أنحاء العالم لعدة أشهر، وكل ذلك ثبت أنه زائف.
في غزة، حيث بلغ عدد الشهداء هذا الأسبوع 40 ألف شخص، فإن الأطفال يشكلون أكثر من نصف الضحايا.
وما زالت صور أصغر ضحايا غزة تستدعي أقوى رد فعل وترسم ظروف وفاتهم تفاصيل يمكن ربطها بالحياة الأسرية عندما كانت المنازل لا تزال قائمة.
والآن يبكي الأزواج الذين كافحوا من أجل الحمل “الطفل المعجزة” الذي أنتجته عملية التلقيح الصناعي.
مع تدهور نظام الرعاية الصحية في غزة إلى حد كبير، أصبحت النساء الحوامل والرضع الأكثر عرضة للخطر.
ويعاني الأطفال في غزة من سوء التغذية، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، وكثير منهم ضعفاء للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون البكاء.
كما أن نقص أجهزة التنفس الصناعي والحاضنات يجعل رعاية الرضع أكثر صعوبة.
وفي غزة التي يبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة، يقدر عدد النساء الحوامل بنحو 50 ألف امرأة، ويضطر العديد منهن إلى الولادة بدون تخدير أو مسكنات للألم أو مواعيد فحص أو مواد نظافة.
ووفقًا لتقرير أممي، لا يزال مستشفيان فقط يقدمان رعاية الأمومة، مما يترك العديد من النساء يلدن في السيارات أو الخيام أو في بعض الحالات ” وسط الأنقاض “.
وبينما تكافح النساء الحوامل والمرضعات لتوفير احتياجات أطفالهن، فإن المسرح مهيأ لكارثة طويلة الأمد.
وقال الدكتور أحمد الشاعر، أخصائي طب الأطفال في مستشفى الهلال الإماراتي للولادة، في مقابلة مع الأمم المتحدة: “لقد وصلنا إلى مرحلة يتعين علينا فيها اختيار الأطفال الذين سيعيشون ” .