“رسلان شيخ” رئيسا للمخابرات العامة بعد عزل ماجد فرج

كشفت مصادر رسمية عن إصدار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عدة قرارات تتعلق بتعيينات بمناصب رفيعة في الأجهزة الأمنية، على رأسها تعيين “رسلان شيخ” رئيسا للمخابرات العامة.
وتضمن قرار عباس ترقية العميد “رسلان شيخ” واسمه بالكامل “رسلان الشيخ إبراهيم”، إلى رتبة لواء، على أن يعين قائداً للمخابرات العامة خلفاً للواء “ماجد فرج”.
ويلاحظ أن القائد الجديد لجهاز المخابرات المعلومات العلنية عنه للرأي العام تبدو شحيحة للغاية باستثناء لقائه الرئيس محمود عباس على خلفية وفاة نجل “رسلان شيخ” عام 2019 في حادث طرق، وأنه يشغل منذ عام 2011 منصب مدير العلاقات الدولية في الأمن الوقائي.
ويعد هذا المنصب الأمني المرتبط بالعلاقات الدولية في غاية الحساسية والخطورة وعادة ما يكون على صلات وثيقة مع أجهزة الأمن لا سيما المخابرات الأمريكية.
كما يبرز أن “رسلان شيخ” هو من مرتبات جهاز الأمن الوقائي وليس أصلا من جهاز المخابرات، ومن المعروف أن قادة وضباط الأجهزة الأمنية عادة ما ترفض أو تعارض تعيين مدراءها من أجهزة تانية.
ترتيبات “اليوم التالي”
يضاف إلى ذلك أن تعيين “رسلان شيخ” على رأس جهاز المخابرات العامة يثير تساؤلات لا تجد إجابة فورية بشأن مصير اللواء “ماجد فرج” الذي ينظر إليه منذ سنوات على أنه شديد التحالف مع عباس والفريق المسيطر داخل السلطة.
إذ يعتقد أن إنهاء رئاسة فرج لجهاز المخابرات مرتبط باحتمال تعيينه بمنصب أكبر ضمن محاولات فريق عباس فرض ترتيبات المرحلة المقبلة والتجاوب مع الضغوط الأمريكية والخليجية لإدخال إصلاحات جوهرية داخل السلطة.
وقد يرتبط ذلك بمرسوم عباس الذي صدر في 20 شباط/فبراير الماضي بتعيين “أيمن قنديل” رئيسا لهيئة الشؤون المدنية بدرجة وزير، وذلك خلفا لرئيس الهيئة الوزير حسين الشيخ، الذي يبقى في منصب أمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
كما أصدر عباس مؤخرا قرارا بترقية العميد “إياد الأقرع” إلى رتبة لواء، وتعيينه قائداً لجهاز الأمن لوقائي خلفاً للواء “عبد القادر تعمري”.
وقبل ذلك أصدر عباس مرسوماً بترقية العميد محمد خليل إبراهيم الخطيب “نضال شاهين” إلى رتبة لواء، وتعيينه قائداً لجهاز الاستخبارات العسكرية، وذلك خلفاً للواء زكريا علي حسين مصلح، والذي أنهي استدعاؤه للخدمة.
ويبرز مراقبون توالي التعيينات في مناصب رفيعة في السلطة الفلسطينية والمفاصل القيادية فيها بشكل مفاجئ ومن دون أي توضيح للرأي العام الذي يبقى أخر من يعلم في حقيقة ما يجرى وبالصراعات الخفية على الحكم داخل السلطة.
وتبرز هذه التساؤلات مع إعلان عباس بشكل مفاجئ مؤخرا أمام القمة العربية الاستثنائية في القاهرة عزمه تعيين نائب لمنظمة التحرير الفلسطينية وما يسميه دولة فلسطين.
وعلق مدير مركز مسارات للأبحاث والدراسات هاني المصري بأن هذا الإعلان من عباس شكل مفاجئة حتى لأعضاء القيادة في منظمة التحرير وحركة فتح والذين لم يتم استشارتهم بأي شكل عن الأمر.
الأدهى بحسب المصري بأن الإعلان عن تعيين نائب لعباس وهو أمر محل مطالب خارجية منذ سنوات، لم يتبعه حتى الآن أي مشاورات أو اجتماعات قيادية سواء داخل فتح أو في منظمة التحرير وكأن الأمر يقتصر على عباس وفريقه الحاكم فقط.