15 حالة بتر كل موجة إصابات من سارقي المساعدات في غزة

قال الطبيب المختص أحمد الشرفا إنه في موجة واحدة من إصابات المساعدات (خلال ساعتين) نشخص ما لا يقل عن ١٥ حالة بما يسمى (compartment syndrome) وهي ارتفاع في ضغط الأنسجة نتيجة تورم العضلات في الساق أو القدم بعد دهسها بالشاحنة وحتى لو لم يكن هناك كسور.
وكتب الشرفا تغريدة أن علاج هذه الحالات بأن تفتح الساق من الجهتين خلال ما لا يزيد عن 6 ساعات وإلا ستبدأ خلايا الساق بالموت تباعًا مما يعرضها للبتر لاحقًا.
وبين أن ما يزيد الأمر سوءا أن المصاب يأتي متأخرًا من المناطق الحدودية بعد حوالي ساعتين أو ثلاثة وبعد أن يفرغ سرقاته في بيته بالإضافة لانتظار دوره خارج الغرفة.
وأوضح الشرفا أن الأمر الآخر أن غرف العمليات الثلاثة لا تتسع لكل هذا العدد من الإصابات فإصابات البطن والرأس لها الأولوية دائما عن إنقاذ الأقدام ناهيك عن إصابات القصف والعمليات المجدولة والنتيجة أن معظم الحالات من هذا النوع تنتظر يوم أو يومين.
وأشار إلى أنه مع الأسف نناشد منذ أسابيع للتوقف عن الذهاب للشاحنات بعد أن استنفز الطاقم الطبي بدنيا ونفسيا لكن دون جدوى فجزء من الناس بانوا بلا رادع ديني أو أخلاقي ولا يأبهون بحياتهم ولا حتى أطرافهم حتى بعد أن يعرفوا أن الطاقة الإستيعابية والمعدات الطبية محدودة جدا.
وأكد الطبيب الشرفا أن المؤلم نفسياً لطبيب أو ممرض يترك أهله جائعين ولا يجد قوت يومه أن يضطر لصرف جهده ووقته مع هذه النوعية من الإصابات ممن يذهبون بأرجلهم إلى الإصابة والموت وربما يلوحون بالسلام للعدو على الحدود.
في المقابل يأتون إلينا بأسلحة بيضاء ويحترفون سب الدين والذات الآلاهبة وقبل يومين دخل أحدهم إلى غرفة عمليات فيها طفل نائم على سرير العمليات ليهددوا الجراحين ويجلسوا مريضهم مكان الطفل المسكين غصبا.
وقال: “لقد جلست شمال غزة سنة ونصف ولم تهزمني الطائرات في السماء ولا الدبابات على مطلع الشارع ولا التشرد ولا الجوع في غزة الساكنة المتبهلة.. لم أفكر يوماً بالهجرة أو النزوح لكني أستطيع أن أعترف أن هذه المناظر في غزة اليوم والمجتمع الذي بدأ يتشكل بهذه الصورة قد بدأ فعلاً بهزيمتي”.