معالجات اخبارية

الرجوب يعترف: حماس ليست المعطلة لوقف النار في غزة

بعد أكثر من عامين من الحرب المفتوحة على غزة، وما رافقها من اتهامات متكررة بأن حركة حماس هي “المعطّل” لمسار المفاوضات وسبب الخراب، اعترف أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، أن المانع الحقيقي أمام وقف إطلاق النار هو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرفض أي اتفاق ويواصل العدوان على الشعب الفلسطيني.

محاولة اغتيال قادة حماس

وأشار الرجوب إلى أن استهداف القيادة الفلسطينية في الدوحة، والذي طال اجتماع قيادة حركة حماس، يمثل تصرفًا من إسرائيل استخف بالعالم العربي والدولي، في محاولة لانتزاع صورة نصر وهمية قبيل اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وأكد أن أي وحدة وطنية فلسطينية لا يمكن أن تتحقق إلا على أساس سياسي شامل يشمل إنهاء الاحتلال، إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، حل قضية اللاجئين، وتوحيد السلطة والقانون والسلاح تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية، وأي صيغة في غزة لا ترتكز على هذه المبادئ هي وصفة إسرائيلية لتكريس الانقسام والاحتلال.

وقف إطلاق النار

وأشار الرجوب إلى أن العالم بدأ يرفض رواية نتنياهو، ويقر بحق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة، وهو ما يمثل فرصة استراتيجية لحماس لاتخاذ قرار وطني بشأن دمج قيادتها في الإطار الوطني الفلسطيني، بعيدًا عن أي امتدادات خارجية، بما يضمن بناء مستقبل مشترك.

وتصريحات الرجوب تشكل اعترافًا صريحًا بأن مشكلة وقف إطلاق النار لم تكن مطلقًا في حماس، كما روجت السلطة الفلسطينية وقيادات فتح، بل في تعنت الاحتلال ورفض نتنياهو أي مسار لإنهاء العدوان، ما يكشف زيف حملة التشويه التي حاولت تحميل المقاومة مسؤولية الدمار والخراب في غزة طوال الحرب.

من هو جبريل الرجوب

جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، يُحسب على “تيار الصقور” في الحركة، وصعد إلى أعلى المناصب في السلطة الفلسطينية رغم افتقاره لمهارات سياسية وعسكرية حقيقية، وغياب القدرة على قيادة المؤسسات أو التسويق لنفسه داخليًا وخارجيًا.

وارتبط تاريخ الرجوب بالأمن الوقائي والتنسيق مع الاحتلال، حيث تورط في اعتقال المقاومين وتسليمهم، وأظهر فشلاً في التسويق السياسي والحصول على مناصب تنفيذية مقارنة بمنافسيه مثل حسين الشيخ.

كما يرتبط اسمه بالفساد الإداري والمالي في المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والتعيينات الوظيفية على أسس شخصية، إضافة إلى قرارات مثيرة للجدل مثل سحب طلب تجميد عضوية الاحتلال في الفيفا، التي أدت إلى مكافأته بالجنسية الإسرائيلية.

ويبرز كشخصية مركزية داخل فتح، لكنه في الوقت ذاته يمثل نموذجًا للقيادات التي استمرت في المناصب رغم ضعف الأداء السياسي والمؤسساتي، معتمدة على ولاءات داخلية وخارجية أكثر من كفاءتها وخبرتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى