
في وقت تتعرض فيه غزة لحرب إبادة قاسية منذ أكتوبر 2023، يبرز أمجد أبو كوش كأحد الأصوات الفلسطينية التي تعادي المقاومة المسلحة، وتدعو إلى تسليم السلاح، متماهياً مع آلة الدعاية الإسرائيلية التي تحاول تقويض حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه.
وخطاب أمجد وكل #شبكة_افيخاي يعتمد على التقليل من المقاومة المسلحة كفكرة وحق لشعب يعيش تحت الاحتلال، وينفي مشروعيتها وأحقيتها، ويدفع باتجاه السلام والإنبطاح الذي ورثوه من اتفاقيات “أوسلو”.
وهنا يوجه أبو كوش تساؤلات تهدف لإحباط المقاومة: “بدك يانا نستسلم؟ بدك يانا نسلم السلاح؟”.. هذه الأسئلة يا وبش بتسألنا ياها لما تكون محاصر تل أبيب! مش واحنا بنتعرض للإبادة! الي بيسمعك وانت بتسالنا عن الاستسلام بيفكرك عامل منع تجول بحيفا وسكان عسقلان بيناشدوك لتدخللهم شاحنات الطعام! والي بيشوفك وانت بتسألنا عن السلاح بيفكرك بتخصيب يورانيوم… انتو متخيلين انو بندفع أعمارنا ثمن لهبلكم؟ لشعارات؟ لأوهام؟ أي سلاح وأي استسلام! سلموا الألعاب النارية اللي عندكم يا أوباش وخلصونا!”.
أما على أرض الواقع، فإن تغول الاحتلال الإسرائيلي ونيته المعلنة في اقتلاع شعبنا من أرضه لا يمكن ردعه إلا بالمقاومة المسلحة التي تدفعه ثمن غالي، وليس عبر الاستسلام أو تسليم السلاح كما يروّج أبو كوش وأشباهه.
أمجد أبو كوش وخدمة الاحتلال
ورغم خلفيته الفلسطينية وادعائه الحرص على “مستقبل أفضل”، لم يتردد أبو كوش في الانخراط المبكر في مشاريع “التبادل الثقافي” التي جمعت فلسطينيين بإسرائيليين تحت شعارات “كسر الحواجز”.
وهذه البوابة التي بدأت تحت مظلة العمل الشبابي، سرعان ما تحولت إلى مسار واضح نحو تبييض صورة الاحتلال، ومهاجمة الرواية الوطنية من داخل البيت الفلسطيني.
وفي عام 2020، أطلق منصة إعلامية رقمية ادّعت الحياد، لكنها كانت ستارًا لتمرير خطاب موجه ضد فصائل المقاومة، يتقاطع في مضمونه مع أجندة الاحتلال الإسرائيلي بالكامل.
أمجد أبو كوش وسلاح المقاومة
ومنذ اندلاع عدوان 7 أكتوبر، ظهر أبو كوش بشكل مكثّف عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، مكررًا سرديات الجيش الإسرائيلي أن المقاومة تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وأن سلاحها هو سبب دمار غزة.
ووصل به الأمر إلى اتهام الفصائل بـ”الاتجار بجثث الأطفال”، في خطاب يُراد به شيطنة النضال الفلسطيني وتجريمه.
ولم يكتف بذلك، بل تجاوز الخطوط الحمراء حين بدأ بالمجاهرة بالدعوة إلى نزع سلاح المقاومة، وكأن المشكلة في البنادق، لا في الاحتلال الذي يرتكب جرائم الإبادة يوميًا.
تمويل مشبوه ودعم استخباري
والخطاب الذي يروّجه أبو كوش لم يكن مجرد رأي شخصي. تقارير صحفية أوروبية، وتحقيقات فلسطينية مستقلة، كشفت عن تلقيه دعمًا ماليًا وإعلاميًا من جهات ترتبط مباشرة بأجهزة استخبارات غربية وإسرائيلية.
ففي ديسمبر 2022، نشرت مجلة بلجيكية معلومات موثقة عن حصول منصته على تمويل من منظمة مرتبطة بجهاز الاستخبارات الهولندي، مهمتها دعم سردية “السلام الواقعي” والتشكيك في المقاومة.
وفي أبريل 2023، كشفت منصة “ميديا ووتش فلسطين” عن مشاركته في جلسات مغلقة نظمها “منتدى التعاون الإقليمي” التابع لخارجية الاحتلال.
خطاب أمجد أبو كوش
وخطاب أمجد أبو كوش لا يقتصر على مهاجمة المقاومة. بل يتعمد تشويه صورة الفلسطيني في غزة، ووصمه بالجهل والتطرف والتهور.
وفي فبراير 2024، وصف في بث مباشر سكان القطاع بأنهم “مغسولو الدماغ”، يُستخدمون كوقود في “حروب عبثية”.
وهذا النوع من الخطاب لا يخدم سوى آلة القتل الإسرائيلية، ويهدف إلى تفكيك الجبهة الداخلية الفلسطينية، وزرع الشك في نفوس الناس، ودفعهم نحو فقدان الثقة بالمقاومة وشرعية الكفاح.
حملة وطنية لفضح الدور الخبيث
وردًا على هذا الانحراف، أطلقت مؤسسات إعلامية فلسطينية في أوروبا والشتات حملة ضد خطاب أمجد أبو كوش، واعتبرته امتدادًا للدعاية الإسرائيلية بلسان فلسطيني.
كما شهدت صفحاته موجة انتقادات عارمة دفعت به إلى حذف بعض منشوراته، بعد أن وُثّقت مشاركته في مداولات إعلامية موجهة ضمن مجموعات على واتساب يديرها مقربون من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وفي وجه أمجد أبو كوش وكل أفراد “شبكة أفيخاي”، تبرز الحقيقة الواضحة أن سلاح المقاومة ليس عبثًا، بل ضرورة وجودية في ظل عدوان شامل لا يفرّق بين مدني ومقاتل. فغزة تُقصف وتُحاصر وتُقتل، لا لأنها مسلحة، بل لأنها ترفض الخضوع.
ولذلك، فإن الدعوة لتسليم السلاح بحجج “الواقعية السياسية” ليست إلا إعلانًا للاستسلام بلغة ناعمة. وأصحاب هذه الدعوات لا يواجهون الاحتلال، بل يوجّهون سهامهم إلى صدور الفلسطينيين الذين يدافعون عن وجودهم، ويقاومون المحو.