الضفة الغربية تصل إلى نقطة الغليان مع تصاعد العدوان الإسرائيلي
أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة عن قتل أكثر من 40 ألف مواطن الأمر الذي أثار إدانة دولية، لكن على بعد 60 ميلاً فقط، تصل الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة إلى نقطة الغليان مع تصاعد العدوان الإسرائيلي.
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 650 مواطن في مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وأطلقت قوات الاحتلال هجوما واسع النطاق في الضفة الغربية المحتلة، حيث شنت غارات وغارات جوية على مناطق مدنية مكتظة بالسكان في جنين وطولكرم، مما أسفر عن قتل 19 مواطنا حتى الآن.
وتأتي هذه الهجمات وسط تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين في مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، حيث يواصل بعض المستوطنين حملة استهداف المدنيين الفلسطينيين والبنية التحتية الفلسطينية.
برميل بارود
الضفة الغربية، موطن لـ 3.3 مليون فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي بالإضافة إلى مئات الآلاف من الإسرائيليين اليهود الذين بدأوا الاستيطان هناك منذ حوالي 57 عامًا.
وقد بدأت “إسرائيل” احتلالها للأراضي الفلسطينية بعد حرب الأيام الستة عام 1967، حيث استولت على الضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن، وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء من مصر، ومرتفعات الجولان من سوريا.
وبعد فترة وجيزة، بدأت “إسرائيل” في إنشاء مجتمعات إسرائيلية في تلك الأراضي. ولا تزال الضفة الغربية هي المكان الذي توجد فيه أغلب تلك المستوطنات غير القانونية بموجب القانون الدولي.
وفي يوليو/تموز، أصدرت محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة في الأمم المتحدة، رأيا استشاريا غير مسبوق وجد أن وجود “إسرائيل” في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانوني، ودعت دولة الاحتلال إلى إنهاء احتلالها المستمر منذ عقود.
من هم المستوطنون في الضفة الغربية؟
يعيش في الضفة الغربية أكثر من 700 ألف مستوطن إسرائيلي، ويعتبر وجود أي منهم غير قانوني بموجب القانون الدولي.
وتنتشر هذه المستوطنات في 146 مستوطنة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، باستثناء القدس الشرقية.
والواقع أن الغالبية العظمى من المستوطنات مبنية بأوامر حكومية، ولكن بعض المستوطنات غير المرخصة، المعروفة بالبؤر الاستيطانية، أنشأها إسرائيليون على أمل أن تحصل على ترخيص من الحكومة في يوم من الأيام.
وتتعدى العديد من المستوطنات على القرى الفلسطينية، وفي بعض الحالات على الأراضي الفلسطينية المملوكة ملكية خاصة. وبعضها مبني على مقربة من المراكز السكانية الفلسطينية، وواحدة منها في الخليل تقع في قلب مدينة فلسطينية.
وفي القدس الشرقية، هناك 14 مستوطنة إسرائيلية، يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية.
وكان توسيع المستوطنات على رأس قائمة أولويات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية، التي عززت موافقتها على الاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية خلال فترة حكمها، على الرغم من أن جماعات حقوق الإنسان وصفت ذلك بأنه جريمة حرب.
وفي يوليو/تموز الماضي، وافقت “إسرائيل” على أكبر عملية مصادرة للأراضي في الضفة الغربية منذ عملية أوسلو للسلام، بحسب منظمة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاستيطان.
وتُعتبر المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية عقبة رئيسية أمام السلام لأنها تقع على أراضٍ يعتبرها الفلسطينيون، إلى جانب المجتمع الدولي، أرضاً لدولة فلسطينية مستقبلية.
ماذا يحدث في الضفة الغربية منذ بدء الحرب؟
تتصاعد التوترات في الضفة الغربية منذ سنوات عديدة، لكن السابع من أكتوبر/تشرين الأول كان بمثابة بداية فصل جديد متقلب في الأراضي المحتلة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي.
ومنذ بدء الحرب على غزة، قُتل 652 فلسطينياً في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بما في ذلك 150 طفلاً، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية. كما أصيب أكثر من 5400 شخص.
وكان العدوان الإسرائيلي صارخا بشكل خاص بين الأطفال، وفقا للمنظمة الأميركية لمساعدة اللاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا)، التي قالت في تقرير لها في أغسطس/آب إن عدد الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية تضاعف ثلاث مرات تقريبا في غضون عام.
وفي الوقت نفسه، تتوالى هجمات المستوطنين منذ أشهر دون عواقب أو محاسبة تذكر.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 1270 هجوماً للمستوطنين ضد الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ومن بين هذه الهجمات، “أدى أكثر من 120 هجوماً إلى مقتل وإصابة فلسطينيين”، وفقاً لما ذكره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.