محللان: عصابة ياسر أبو شباب تكرار ممجوج لتجارب “إسرائيل” الفاشلة

يرى محللان في الشأن الفلسطيني أن ظاهرة عصابة أبو شباب جزء من سياسات إسرائيلية قديمة انتهجتها في مناطق متعددة خاضعة لاحتلالها عبر التاريخ، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً رغم تحقيقها أهدافاً مرحلية مؤقتة.
ويؤكد المحللان في تصريحات منفصلة أن عصابة أبو شباب تتخابر علناً مع الاحتلال وتستخدم السلاح لخدمة أجنداته، ما يمثل تطورًا خطيرًا على الصعيدين الأمني والمجتمعي، لكنها مرشحة للفشل السريع مع الرفض الشعبي الواسع لها.
وكان جيش الاحتلال شكل عصابة من أصحاب سوابق أمنية وجنائية بقيادة ياسر أبو شباب مهمتها خلق حالة فوضى وفلتان أمني وهندسة المجاعة في غزة والتمهيد للقضاء على المقاومة.
من هو ياسر أبو شباب؟
مدير مركز رؤية للتنمية السياسية أحمد عطاونة يقول إنّ “إسرائيل” تبنّت سابقًا تجارب مشابهة لعصابة أبو شباب، أبرزها بجنوب لبنان حين أنشأ ما يُعرف بـ”جيش لبنان الجنوبي”، الذي ضمّ لبنانيين متعاونين مع الاحتلال بمواجهة المقاومة اللبنانية.
ويشير عطاونة في تصريح إلى أن الضفة الغربية شهدت أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، محاولة تشكيل مليشيات مسلحة عُرفت بـ”روابط القرى” كبديل عن القيادة الوطنية الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير، لكنها سقطت سريعًا لغياب الحاضنة الشعبية.
ويؤكد أن ظاهرة أبو شباب في غزة ليست جديدة، بل تأتي في إطار سياسات قديمة انتهجها الاحتلال مناطق متعددة خاضعة لاحتلاله عبر التاريخ، لكنها فشلت جميعها فشلاً ذريعاً رغم تحقيقها أهدافاً مرحلية مؤقتة.
ويبين عطاونة أن الاحتلال يحاول اليوم إعادة ذات التجربة في غزة، بتشكيل مليشيات مسلحة تعمل تحت سلطته، بهدف إحكام سيطرته الأمنية والعسكرية والاقتصادية، معتبراً هذه الخطوة إحدى أدواته لفرض النفوذ الكامل.
وينوه إلى أن الولايات المتحدة، من خلال مؤسساتها المختلفة تؤدّي دوراً مكملاً في هذا المسار، بهدف تمكين الاحتلال من بسط سيطرته الإدارية والعسكرية، لعزل الفلسطينيين بعضهم عن بعض، عبر تهجير بعضهم نحو الجنوب ووضعهم في معازل تحت إشراف مباشر من هذه المليشيات والاحتلال.
ياسر أبو شباب ويكيبيديا
ويذكر عطاونة أن الهدف الأساسي من ظاهرة ياسر أبو شباب هو ضرب الجبهة الداخلية، وإضعاف التماسك المجتمعي، وتصفية قوى المقاومة، إلا أن وعي الفلسطينيين كفيل بإفشالها، كما حدث مع التجارب السابقة.
المحلل السياسي إياد القرا يعتقد أن ظاهرة ياسر أبو شباب بدأت تتشكل أخيرًا بقطاع غزة، والمتمثلة في جماعات مسلحة تتخابر علنًا مع “إسرائيل” وتستخدم السلاح لخدمة أجنداته، وتمثل تطوراً خطيراً على الصعيدين الأمني والمجتمعي لكنها مرشحة للفشل السريع في ظل الرفض الشعبي الواسع لها.
ويؤكد القرا في تصريح أن الظاهرة ليست إلا نتاجًا مباشرًا لحالة الحرب الإسرائيلية منذ 20 شهراً، وفشلها المتكرر بإنهاء المقاومة، خاصة حركة حماس، وإيجاد بديل لها، سواء من خلال السلطة الفلسطينية أو غيرها من الجهات.
ويشدد على أن الاحتلال استغل الوضع الإنساني المتدهور، وحالة التجويع الممنهج، وسيطرته على دخول المساعدات الإنسانية، ليُعيد تشكيل واقع جديد في غزة عبر عصابات مسلحة تفرض نفسها بالقوة وتعمل لصالحه.
عصابة ياسر أبو شباب
ويوضح القرا أن من يقف خلف ظاهرة ياسر أبو شباب خليط غير متجانس من الأفراد، بعضهم أصحاب سوابق جنائية بقضايا المخدرات، وآخرون ينتمون إلى جماعات متطرفة ذات التوجهات الداعشية والقاعدية، وهي جماعات سبق أن واجهتها حكومة حماس بقوة وأخرجتها من المشهد في غزة.
ويلفت إلى أن الاحتلال يعمل على تطوير الجماعات وتوفير الحماية لها بهدف استخدامها ميدانياً خلال توغلاته في القطاع، أو للتحكم في توزيع المساعدات، أو حتى لخلق بيئة جديدة تساعده في تنفيذ خططه على الأرض، إلا أن المؤشرات تؤكد وجود رفض شعبي كبير لها، خاصة حال الوصول إلى أي هدنة أو وقف لإطلاق النار، إذ ستُدرج ضمن الأهداف المحتملة للقوى الوطنية.
ووفق القرا، فإن إسرائيل “لا أصدقاء لها، وسرعان ما تتخلى عن أدواتها، وما يجري اليوم تكرار لأساليب قديمة ستفشل كما فشلت سابقاتها، لأن شعبنا يعي تماماً خطورة هذه الظاهرة وسيتعامل معها بما تستحق من مقاومة ورفض”.