معالجات اخبارية
أخر الأخبار

مشهد تطبيعي فاضح.. الاحتلال يُجمّل صورته بقادة عرب وسط المجازر

في ذروة المجازر اليومية المرتكبة بحق سكان قطاع غزة، أطلقت دولة الاحتلال حملة دعائية ضخمة في شوارع تل أبيب ومدن أخرى، تتضمن لوحات إعلانية عملاقة تُظهر صور عدد من القادة العرب، تحت شعار: “تحالف أبراهام – هذا وقت الشرق الأوسط الجديد”.

الصور، التي نُشرت بإخراج احترافي مدروس، وضعت هؤلاء القادة جنبًا إلى جنب مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في مشهد دعائي هدفه إرسال رسالة سياسية مركّبة التطبيع مستمر، والدعم الإقليمي قائم، رغم المجازر.

قادة عرب وسط “تل أبيب”

والجهة التي تقف خلف الحملة تُعرف باسم “ائتلاف الأمن الإقليمي”، وهي كيان يعمل على الترويج لاتفاقيات التطبيع بين بعض الأنظمة العربية والاحتلال، تحت رعاية أميركية واضحة.

وضمّت الصور شخصيات بارزة في المشهد العربي، منهم:

  • محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي)

  • محمد بن زايد (رئيس الإمارات)

  • عبد الفتاح السيسي (رئيس مصر)

  • الملك عبد الله الثاني (الأردن)

  • الملك محمد السادس (المغرب)

  • هيثم بن طارق (سلطان عُمان)

  • محمود عباس (رئيس السلطة الفلسطينية)

  • جوزيف عون (رئيس الجمهورية اللبنانية)

  • أحمد الشرع (رئيس سوريا)

ويظهر خلف الصور مشهد للبيت الأبيض، في تأكيد على أن المشروع مدعوم أميركيًا، خصوصًا من إدارة ترامب التي قادت إطلاق “اتفاقيات أبراهام” عام 2020.

 حملة دعائية تُغطي الفشل العسكري

وبحسب مراقبين سياسيين، فإن التوقيت ليس عشوائيًا؛ فالحملة جاءت مباشرة بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ما يكشف عن محاولة متعمدة لإنتاج صورة “نصر سياسي” تعوّض الإخفاقات الميدانية أمام المقاومة، خصوصًا بعد الضربة الإيرانية التي أحرجت منظومة الردع الإسرائيلية.

وفي تصريح لوزير خارجية الاحتلال، يسرائيل كاتس، قال:”نقترب من الإعلان عن انضمام دول جديدة إلى اتفاقيات أبراهام”، ما يعكس نية مبيتة لاستخدام هذه اللوحات كرسائل دعائية موجهة للخارج، وليس فقط للداخل الإسرائيلي.

 الاحتلال يُجمّل صورته بقادة عرب

ولم تُصمم الحملة لتكريم القادة، بل لاستخدام صورهم كأداة ضغط نفسي على الشعوب، وتحديدًا على البيئات الرافضة للتطبيع في العالم العربي. فرفع صور هؤلاء في قلب “تل أبيب” يُراد له أن يُشعر الشعوب بالعزلة، وكأن المعركة السياسية حُسمت، والمقاومة أصبحت خارج الزمن.

لكنها في الحقيقة تعكس ارتباكًا استراتيجيًا، حيث تلجأ إسرائيل إلى الرموز والصور لتعويض غياب الإنجاز الميداني، في وقت تواجه فيه انتقادات داخلية وعزلة متنامية دوليًا بسبب ما يجري في غزة.

وتأتي هذه الحملة في وقت يستمر فيه الاحتلال بارتكاب جرائم حرب موثّقة ضد سكان غزة، بينما تُستخدم مثل هذه الأدوات البصرية لفرض رواية موازية، تروّج لشرق أوسط تقوده إسرائيل بدعم عربي، رغم الواقع الدامي على الأرض.

وتُعد هذه الأساليب جزءًا من استراتيجية إعلامية معروفة يتبعها الاحتلال في فترات التراجع أو الفشل؛ عبر ضخ إنجازات رمزية لتغطية العجز الميداني، والتأثير على الرأي العام العربي والدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى