
في تصعيد أمني غير مسبوق في المنطقة، كشفت مصادر عبرية أن السعودية والأردن يلعبان دورًا رئيسيًا في حماية إسرائيل من الهجمات الجوية التي تشنها إيران عبر الطائرات المسيرة (درونز). وهذه الخطوة تعكس تحالفًا عسكريًا واستراتيجيًا حيويًا يستهدف التصدي للتحديات الإيرانية في الشرق الأوسط.
السعودية والأردن الدرع الدفاعي لإسرائيل
ووفقًا لتقارير صحيفة “إسرائيل اليوم”، نفذت السعودية عمليات اعتراض جوي متطورة باستخدام مروحيات مزودة بأنظمة اعتراض متخصصة، في أجواء العراق والأردن.
وقد استهدفت هذه العمليات الطائرات المسيرة الإيرانية المتجهة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، في خطوة تحمل دلالة واضحة على مشاركة الرياض غير المعلنة في المواجهات العسكرية ضد إيران.
ولم تقتصر عمليات الاعتراض على السعودية فقط، بل شملت أيضًا الأردن الذي لعب دورًا فعالًا عبر قواته الجوية في اعتراض الطائرات المسيرة داخل مجالها الجوي.
وقد أدى سقوط بعض هذه الطائرات داخل الأراضي الأردنية إلى مخاطر حقيقية على المدنيين، مما أثار قلقًا واسعًا حول تداعيات هذا الدور الأردني في الصراع الإقليمي.
تبعات أمنية وإنسانية خطيرة على المنطقة
وهذا التحالف العسكري لا يقتصر على السعودية والأردن فقط، بل يشمل أيضًا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب إسرائيل، التي تستخدم منظومات دفاع جوي متقدمة مثل “باتريوت” و”ثاد”.
ويجري التنسيق العسكري والاستخباراتي عبر مركز القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط “سنتكوم”، تحت قيادة الجنرال مايك كوريلّا، الذي يشرف على إدارة العمليات بشكل مباشر.
ودور السعودية والأردن كحماة جويين لإسرائيل يعكس تصعيدًا خطيرًا يزيد من تعقيد المشهد الأمني في الشرق الأوسط.
وتبرز مخاطر واضحة على المدنيين في الأردن نتيجة سقوط الطائرات المسيرة داخل أراضيها، فيما يتحول هذا الدور إلى عامل يعرقل جهود السلام ويعمق الانقسامات في المنطقة.
ويُبرز التحالف العسكري بين الأردن والسعودية لدعم إسرائيل في مواجهة الهجمات الإيرانية مدى تخلي النظامين عن مسؤولياتهما كحماة لمصالح الأمة العربية، وتحولهما إلى أداة خدمة للاحتلال.
ولا يقتصر هذا التواطؤ الأمني على حماية المصالح الإقليمية فقط، بل يضيف أبعادًا جديدة من التعقيد والمعاناة على الواقع السياسي في المنطقة، ويعزز من الانقسامات ويوسع من دائرة التوترات.
ووسط هذه السياسات، تتزايد الدعوات الإقليمية والدولية لمراجعة هذه التحالفات والتوجه نحو تعزيز الاستقلالية والمواءمة الحقيقية للمصالح الوطنية بعيدًا عن أدوار التبعية، إذ إن حماية الاحتلال على حساب مصالح المنطقة تمثل انتكاسة غير مسبوقة.