معالجات اخبارية

التحريض الرقمي قبل القصف.. شبكة أفيخاي وتنسيقها مع الاحتلال

لم تعد المواجهة في غزة محصورة على الميدان العسكري فقط، بل امتدت إلى الفضاء الرقمي، حيث تُدار حملات منظمة تهدف لتشكيل الرأي العام وتحويل المدنيين والصحفيين إلى أهداف مبررة للقصف.

وتُظهر البيانات والشهادات أن هناك شبكة رقمية فلسطينية موالية للسلطة تُعرف باسم “شبكة أفيخاي”، تتوافق بشكل كبير مع سرديات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في استهداف الصحفيين والمستشفيات والحراك الشعبي.

حملة التحريض ضد أنس الشريف قبل القصف

في 10 أغسطس 2025، استشهد الصحفي أنس الشريف مع طاقم قناة الجزيرة في غزة.

ولكن المتابعة الرقمية تُظهر أن حملة التحريض ضده بدأت منذ أكتوبر 2024، بقيادة المتحدث الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي اتهمه بالانتماء لحماس وتشويه الحقائق.

وما يلفت الانتباه أن هذه الحملة لم تقتصر على الرواية الإسرائيلية، بل تبنتها حسابات وشخصيات فلسطينية موالية للسلطة ضمن شبكة أفيخاي، معادة نشر الاتهامات بصياغة محلية لتعزيز التبرير الداخلي لاستهدافه.

شبكة أفيخاي “ناشطون ومنصات”

وتتكون شبكة أفيخاي الرقمية من مزيج من الناشطين المعروفين بمواقفهم الموالية للسلطة، أبرزهم:

  • حمزة المصري

  • أمجد أبو كوش

  • مصطفى عصفور

  • كريم جودة

  • علي شريم

  • وائل موسى

  • أمين عابد

  • محمد منذر البطة

إلى جانب منصات إعلامية رسمية وغير رسمية مثل:

  • قناة العودة الفضائية (داعم رئيسي للسلطة وحركة فتح)

  • وكالة وفا للأنباء

  • مواقع إخبارية غير رسمية مثل أمد للإعلام وشبكة يافا الإخبارية

  • منصة اختيار، التي تديرها شخصيات موالية للسلطة من تركيا وغزة، وتعمل على تضخيم الرسائل ضد المقاومة

الصفحات المشبوهة وأدوات التحريض

واعتمدت شبكة أفيخاي على صفحات وهمية ومجهولة الهوية لنشر محتوى تحريضي، مثل:

  • حساب المنخل، المرتبط بالناشط وائل موسى، والذي يستخدم خطابًا هجوميًا تجاه حماس

  • صفحة غزة تحت المجهر، التي تنتقد المقاومة باستخدام عناوين مثيرة

  • صفحات الحراك مثل حراك بيت لاهيا وبدنا كرامة، التي ظهرت متزامنة مع موجات احتجاجية محددة

ويظهر تحليل المحتوى تنسيقًا دقيقًا بين هذه الصفحات، مع نشر نفس الرسائل في توقيتات متقاربة، ما يشير إلى إدارة مركزية للشبكة.

التقاطع مع السرديات الإسرائيلية

ومن أكتوبر 2023 حتى أغسطس 2025، رصدت البيانات أن شبكة أفيخاي تبنت نفس الموضوعات الإسرائيلية في توقيتات متزامنة، أبرزها:

  • اتهام المقاومة باستخدام المدنيين كدروع بشرية

  • مزاعم استغلال المستشفيات والمدارس لأغراض عسكرية

  • تحميل حماس مسؤولية المعاناة الإنسانية، متجاهلة دور الاحتلال والحصار

والتقاطع بين الشبكتين لم يكن موضوعيًا فقط، بل تزامنًا زمنيًا أيضًا، خاصة في الأحداث المتعلقة بالحراك الشعبي واستهداف الصحفيين.

العمل المشتركة لشبكة أفيخاي والاحتلال

وتعمل شبكة أفيخاي مع المنصات الإسرائيلية وفق ثلاث آليات رئيسية:

  1. التحريض قبل الاستهداف: التشكيك في مهنية الصحفيين وإشاعة الاتهامات قبل وقوع أي حادثة، كما حصل مع أنس الشريف وحسن إصليح.

  2. التحريض أثناء الحدث: تضخيم الحوادث وإبرازها داخليًا لتوجيه الرأي العام.

  3. التبرير بعد الاستهداف: نشر مزاعم أمنية لتقديم التبرير الدولي لاستهداف المدنيين والصحفيين.

وشملت التنسيقات الرقمية أيضًا الحراك الشعبي، مثل احتجاجات بيت لاهيا، حيث روجت شخصيات موالية للسلطة للحراك على أنه ثورة ضد حماس، فيما استخدم الاحتلال ذلك لتأكيد نجاح الضغوط العسكرية، بتغطية إعلامية متزامنة.

استهداف الصحفيين والمنشآت

حسن إصليح: حملة التحريض ضده بدأت في مارس 2025، وتطورت لتشمل الترويج لفكرة أنه عنصر في المقاومة بعد إصابته بجروح.

إسماعيل الغول: استشهد في 31 يوليو 2024، وتم الترويج لاحقًا عبر نفس الشبكة بحملات رقمية لإعادة إنتاج رواية الاحتلال.

مستشفيات غزة: استهداف المستشفى الأوروبي ومستشفى الأمل رافقه تناسق رقمي بين شبكة أفيخاي والشبكة الإسرائيلية لتبرير القصف.

ويتضح من تحليل الشبكة الرقمية الموالية للسلطة أنها تعمل وفق منظومة متكاملة، تشمل الشخصيات المؤثرة والمنصات الرسمية وغير الرسمية، والصفحات الوهمية والمشبوهة، والتنسيق الدقيق مع الشبكة الإسرائيلية في المحتوى والتوقيت.

وهذا التنسيق الرقمي يُنشئ خطابًا مزدوجًا يهيئ الرأي العام داخليًا وخارجيًا، ويحوّل الصحفيين والمدنيين إلى أهداف مشروعة، مسهّلًا بذلك تمرير جرائم الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى