محمد العطار.. “مخرج الخيانة” في جسور نيوز

ينظر إلى المدعو محمد العطار على أنه “مهندس الخيانة” في منصة جسور نيوز الإماراتية التي جندته لمهاجمة المقاومة الفلسطينية وتبييض جرائم الاحتلال الإسرائيلي وصورته في المنطقة العربية والترويج للتطبيع معه مقابل “دراهم بخس معدودات”.
وانضم العطار كواحد من سلسلة كتاب وباحثين فلسطينيين باعوا نفسهم لعدوهم من خلال شيطان المنطقة الأكبر “الإمارات” واستعمل ضمن أدواتها الإعلامية وأبرزها منصة جسور.
ويناط به الإشراف الفني على إخراج مقاطع الفيديو المصورة ضمن حملات تبرئة “إسرائيل” من جرائمها وتحميل مسؤوليتها للمقاومة وخاصة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023.
من هو محمد العطار؟
العطار يجاهر بخيانته علنا ويسخر حسابه في مواقع التواصل كمنابر للتحريض على المقاومة والدعوة لرفع الراية البيضاء للاحتلال الذي يقتل ليل نهار في شعبه.
ويروج لحسابات منصة جسور نيوز وفيديوهاته التي ينشرها من خلالها ويقول إنها بلغت 3 تخصه وتعرضت لبلاغات من محبي المقاومة وكارهي “إسرائيل” وجرى حذفها.
ولا يتوقف العطار عن التحريض على تدمير السلم المجتمعي في غزة وإثارة الفوضى والفلتان الأمني ضمن مساعي إسرائيلية إماراتية بتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
ففي أحد منشوراته كتب أن “حركة فتح الوحيده القادرة على تحريك الشارع في غزة بطريقة سلمية ومنظمة وموجهة، وإن لم تحاول فتح أن تفعل شيئا حقيقيا وواقعيا لإيقاف نزيف الدماء وهذا العبث.. صدقوني لن نأسف عليها حين يجرفها الطوفان مع من جرفهم في طريقه”.
محمد العطار جسور نيوز
وتطفو أصوات جديدة على السطح في عز القصف والموت -ولكنها ليست غريبة تمامًا- تنفث سُمًّا ناعمًا، وتستهدف أهالي قطاع غزة بالكلمة لا بالرصاص فقط، بل بـ”التحريض الموجّه” و”الشيطنة الممنهجة”.
وهذه المرة لا يأتي الخطر من إعلام الاحتلال المباشر، بل من منصة ناطقة بالعربية تدّعي المهنية، بينما تعمل وفق أجندة خفية تُدار من نيويورك.
“منصة جسور نيوز”، التي تديرها الصحفية السورية هديل عويس، ويقف خلفها زوجها عهد الهندي، بمظلة منظمات صهيونية ولوبيات أمريكية معروفة بولائها الكامل للمشروع الإسرائيلي.
ما هي منصة جسور نيوز؟
وتُقدِّم “جسور نيوز” نفسها فيىظاهرها كمنصة حوارية لـ”تعزيز التفاهم بين الشعوب”، لكن باطنها واجهة متقدمة لمشروع سياسي ثقافي موجه يخدم “إسرائيل”، ويستهدف الوعي الجمعي العربي بخطاب تطبيعي بارد وأسلوب صحفي ناعم لكن سام.
تحليل محتوى المنصة، يكشف أنها لا تمت بصلة للعمل الصحفي المهني، بل “تمثل أداة رخيصة ناطقة بالعربية تمارس دورًا مشبوهًا، لمحاولة لاختراق الوعي العربي وتطبيع الاحتلال الإسرائيلي عبر خطاب إعلامي مضلل”.
جذور منصة جسور نيوز تعود إلى منظمة CPC (مركز الاتصالات من أجل السلام)، وهي مؤسسة مرتبطة مباشرة باللوبي الصهيوني الأمريكي المعروف بـ”AIPAC”، كما تتقاطع في تمويلها وأهدافها مع منظمة “JIMENA” الصهيونية، ذات الرمز الماسوني الشهير (الكف والعين).
المنصة، إذاً، ليست سوى رأس جبل جليدي من اختراق إعلامي ناعم مُوجّه، يستهدف “شيطنة المقاومة” و”تلميع إسرائيل”.
منصة جسور نيوز ويكيبيديا
خطاب المنصة ينسجم مع الرواية الإسرائيلية وتخدم أجندات استخبارية، ما يضع كل من يتعاون معها “تحت طائلة المسؤولية القانونية”، خاصة عقب استعمالها كأداة في عمليات التشويه الإعلامي للمقاومة، ومحاولة كسر الحالة الوطنية الموحدة.
معلومات خطيرة نشرها الإعلامي محمد السكني تفتح الباب على مصراعيه أمام قائمة طويلة من الأسماء الفلسطينية التي تعمل -وفق ما نشره- لصالح “جسور نيوز”، إما بشكل منتظم أو من خلال لقاءات ومداخلات مدفوعة مسبقة الإعداد، تُحَرّف الصوت الفلسطيني وتستخدمه ضد بيئته ومجتمعه.
ومن أبرز الأسماء هي أمين عابد: متهم بقيادة عمليات استقطاب وتجنيد للنشطاء، ويقيم في الإمارات، وعبد الله الحويحي وهو صحفي ميداني يتولى تنسيق اللقاءات داخل غزة، حمادة عبد الوهاب: صحفي من غزة يقيم حاليًا في مصر ويعمل كموظف رسمي في جسور نيوز، محمد العطار، ركان نظمي، مصطفى كريرة، حسن الداوودي، المحامي مؤمن الناطور: جميعهم نشطاء أو باحثون فلسطينيون شاركوا في برامج وتحقيقات تبثها المنصة.
وإلى جانب هؤلاء- حسب السكني- هناك قائمة طويلة من نشطاء ومحامين وأشخاص عاديين، يظهرون في مقابلات على المنصة مقابل مبالغ مالية، ووفق سيناريوهات محددة يتم تلقينها مسبقًا. ومنهم: أمل الأعرج، محمود الشافعي، ختام عليان، ياسر الطهراوي، عزام شعث، علي شريم، محمد أبو ربيع، فلاح المصري.
المثير في كل ذلك هو مدى التنظيم والاتساق في نشاط المنصة؛ إذ تستهدف بشكل خاص المجتمعات التي تشكّل تحديًا للمشروع الإسرائيلي، مثل فلسطين، لبنان، العراق، اليمن وسوريا، وتحاول في المقابل رسم صورة وردية لـ”التطبيع”، بل وتتبنى دعم أنظمة وشخصيات تعدها “إسرائيل” “معتدلة”، مثل أحمد الشرع الرئيس السوري، الذي تصفه المنصة بأنه “وجه جديد للتعايش مع إسرائيل”.
وتحظى المنصة برعاية مباشرة من “مشروع فيلوس” الذي يروّج لما يسمى بـ”السلام الإبراهيمي”، ويجمع شخصيات يهودية ومسيحية متطرفة تحت مظلة تحالف ثقافي وسياسي يهاجم الإسلام والمقاومة، ويدعو إلى “السلام مع (إسرائيل) كخيار وجودي”.