
في تصعيد لافت للمواقف الدولية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وصفت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، الوضع في القطاع بأنه مأساوي بل كارثي، مؤكدة أن أعدادًا كبيرة من الأطفال والنساء والرجال فقدوا حياتهم، وهو أمر غير مقبول.
وجاء ذلك خلال كلمة ألقتها ميتسولا في جامعة القلب الأقدس الكاثوليكية بمدينة ميلانو الإيطالية، حيث شددت على أن ما يجري في غزة يجب أن يُقال بصوت عال وواضح، وأن الجهود من أجل وقف إطلاق النار يجب أن تتواصل بجدية أكبر، داعية إلى عدم تجاهل الكارثة الإنسانية التي تتكشف في القطاع يوماً بعد يوم.
دعوات دولية لوقف إبادة غزة
وفي السياق ذاته، عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق بلاده العميق من التصعيد العسكري والغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على غزة، مؤكدًا أن استمرار هذه الهجمات يمثل عقابًا جماعيًا ضد المدنيين يصعب تبريره من وجهة النظر الإنسانية.
وأشار لافروف خلال مؤتمر صحفي إلى أن وقف إطلاق النار ضرورة فورية، داعيًا إلى ضمان حماية المدنيين وتكثيف الجهود الدولية لاستئناف مسار التهدئة، إضافة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان القطاع بصورة عاجلة.
وفي تحذير جديد يعكس خطورة الوضع الإنساني، دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى فتح المعابر بشكل فوري للسماح بدخول المساعدات دون أي عوائق أو انقطاعات.
وأكدت الوكالة في تصريحات إعلامية أن لديها إمدادات جاهزة في مستودعاتها بالعاصمة الأردنية عمان تكفي لإطعام أكثر من مئتي ألف شخص في غزة لمدة شهر كامل، وتشمل هذه الإمدادات المواد الغذائية الأساسية، ومستلزمات النظافة، والمعدات الطبية، والأغطية.
وأوضحت أن الاحتلال الإسرائيلي أغلق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ الثاني من آذار/مارس الماضي، ما تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية وتدهور الأوضاع الصحية والإغاثية.
إبادة غزة
ويأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني 2025 واستمر لما يقارب الشهرين قبل أن تعاود قوات الاحتلال تنفيذ عمليات عسكرية موسعة بذريعة ما تسميه تهديدات أمنية.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يتعرض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي شامل جوا وبرا وبحرا، بدعم أمريكي مطلق، أسفر حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من مئة وسبعة وسبعين ألف فلسطيني، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية وخدمات الطوارئ، في حين ما تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض في ظل غياب المعدات والوقود اللازم لانتشالهم.
وبات المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي حقيقي، حيث تتصاعد الدعوات من مختلف الأطراف لوقف الإبادة الجماعية في غزة، ورفع الحصار، وضمان تدفق المساعدات إلى السكان المنهكين من الحرب، بعد أكثر من أربعمئة وسبعين يوماً من القتل والتجويع والحرمان.