محاربة العصابات والفلتان الأمني في غزة يثير غضب إعلام فتح.. لماذا؟
أثارت الحملة الأمنية التي تنفذها وزارة الداخلية في غزة، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وفصائل المقاومة، ضد العصابات الإجرامية ومظاهر الفلتان الأمني، حملة تحريض واسعة في أوساط إعلام حركة فتح وبعض الشخصيات المحسوبة عليها في الضفة الغربية وخارجها.
فبينما تعمل الأجهزة الأمنية في غزة على ملاحقة مجموعات مسلحة متورطة في جرائم قتل واعتداء على المواطنين، صعّدت قيادات فتحاوية من لهجتها ضد المقاومة والأمن الداخلي، في محاولة لتشويه ما يجري واعتباره “استهدافاً للعائلات الوطنية”.
وفي هذا السياق، أصدر المتحدث باسم أجهزة السلطة في الضفة أنور رجب بياناً هاجم فيه وحدة “سهم” التابعة لأمن المقاومة، واصفاً إياها بأنها “ذراع الشر” لحركة حماس، ومتهماً إياها بممارسة “القتل والرعب والبلطجة”، في إشارة إلى العملية الأمنية التي نفذتها وزارة الداخلية ضد عصابة المجايدة في مدينة خان يونس.
تصعيد فتحاوي وتحريض إعلامي منسق
ولم يكن رجب وحده في هذا الموقف؛ إذ شاركه في الهجوم القيادي في حركة فتح محمد منذر البطة، والناشط الفتحاوي علي الشريم، إلى جانب عدد من النشطاء في شبكة أفيخاي، التي تُتهم بترويج روايات الاحتلال عبر المنصات الفلسطينية.
وقد حاول هؤلاء جميعاً تحميل المقاومة مسؤولية ما جرى، وتبنّوا روايات تتقاطع بشكل واضح مع الخطاب الإسرائيلي، الذي يهدف إلى ضرب الأمن الداخلي في غزة وتشويه صورة الأجهزة الأمنية.
لكن المصادر الميدانية في غزة أكدت أن العملية الأمنية في خان يونس كانت مهمة دقيقة استهدفت عناصر إجرامية متورطة في قتل اثنين من عناصر المقاومة غيلة، وبأوامر مباشرة من جيش الاحتلال، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال تدخلت لحماية تلك العصابات عبر غارات جوية استهدفت القوة الأمنية، ما أدى إلى استشهاد 20 من عناصر الشرطة أثناء أداء واجبهم.
وأكد مصدر قيادي في وزارة الداخلية أن “الشرطة لم تستهدف أي عائلة، بل ملاحقة المجرمين فقط”، موضحاً أن الاحتلال تدخل جواً لحماية المجموعات الخارجة عن القانون، وهو ما “يؤكد أن تلك العصابات تقدم خدمة مباشرة له”.
وقد اعترف جيش الاحتلال رسميًا بتدخله لصالح عائلة المجايدة التي تؤوي متورطين في جرائم قتل وعمل لصالحه، من خلال غارات استهدفت القوة الأمنية التي كانت تنفذ عملية ميدانية لملاحقة المطلوبين.
حملة تضليل تتقاطع مع رواية الاحتلال
ويأتي هذا الهجوم الإعلامي المنسق من أطراف فتحاوية في سياق محاولة سياسية واضحة لتقويض سلطة المقاومة في غزة، خاصة بعد نجاح وزارة الداخلية في تفكيك عدد من العصابات المدعومة من الاحتلال، والتي حاولت خلال الأشهر الماضية إشاعة الفوضى واستهداف رجال الأمن والمقاومة.
كما أن تطابق الخطاب الفتحاوي مع الرواية الإسرائيلية والإعلام العبري والذي ينعكس في ما يُنشر عبر بعض المنصات الإعلامية وشبكات التواصل القريبة من الخطاب الإسرائيلي مثل أعضاء شبكة أفيخاي وغيرها، يعكس حملة منظمة تهدف إلى إرباك المشهد الأمني في القطاع.
ويبدو أن هذا التحريض المتصاعد يأتي بعد فشل الاحتلال على مدار عامين في تحقيق أهدافه الميدانية، فلجأ إلى التصعيد الإعلامي وإشعال الجبهة الداخلية عبر روايات مضللة تحاول تشويه إنجازات الأجهزة الأمنية والمقاومة في غزة.





