كيف ساعد منشور حمزة المصري في تبرير قصف المستشفى الأوروبي؟

في وقتٍ تعجز فيه آلة الحرب الإسرائيلية عن تحقيق أهدافها رغم المجازر المتواصلة منذ أكثر من 15 شهرًا، عادت منصات الذباب الإلكتروني التابع لحركة فتح لتطلق حملة منظمة تستهدف المقاومة في غزة، محاولة ضرب ثقة الشارع الفلسطيني بها.
وأحد أبرز وجوه هذه الحملة، الناشط حمزة المصري، الذي نشر منشورًا مثيرًا للجدل على صفحته، ردد فيه بشكل مباشر رواية الاحتلال الإسرائيلي حول وجود نشاطات للمقاومة داخل مستشفى غزة الأوروبي.
والمنشور، الذي انتشر على نطاق واسع، جاء بالتزامن مع تنفيذ الاحتلال مجزرة جديدة بقصف المستشفى ذاته، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من المرضى والطواقم الطبية والمدنيين.
تبرير قصف المستشفيات بصوت فلسطيني
وما كتبه حمزة المصري لم يكن رأيًا شخصيًا بقدر ما كان أداة دعائية استخدمها الاحتلال لاحقًا لتبرير جريمته، تمامًا كما حدث في مجازر سابقة طالت مستشفيات الشفاء، والاندونيسي، والناصر، وغيرها.
فمجرّد نشر روايات مشبوهة على لسان فلسطينيين يخدم آلة التحريض الإسرائيلية، ويمنحها غطاءً “محليًا” زائفًا لتمرير أكاذيبها.
حملة منظمة وتكرار ممنهج
وما نشره المصري ليس سلوكًا فرديًا معزولًا، بل يندرج ضمن حملة أوسع تقودها شخصيات محسوبة على أجهزة أمن السلطة، برعاية مباشرة من جهاز المخابرات الذي يقوده ماجد فرج.
وتشمل هذه الحملة تحريضًا علنيًا ضد المقاومة، وتبريرًا ضمنيًا لجرائم الاحتلال، تحت ذرائع “الواقعية” و”الحفاظ على المدنيين”.
منصات مشبوهة وروايات خطيرة
وحذّرت مصادر أمنية في المقاومة الفلسطينية مؤخرًا من التجاوب مع هذه الروايات، وأكدت أن الاحتلال يستغل ما يُنشر على الصفحات العربية لجمع المعلومات، وخلق بيئة نفسية مهيأة لضرب ما تبقى من البنية الصحية في غزة.
كما نفت حركة حماس والجهات الرسمية وجود أي نشاط عسكري في المستشفى الأوروبي، مؤكدة أن الهدف من قصفه هو استكمال مخطط تدمير القطاع الطبي في غزة.
من يروّج للرواية الصهيونية؟
وجاءت ردود الفعل الشعبية على منشور المصري غاضبة، إذ اعتبر كثيرون أن ما فعله ليس مجرد رأي، بل خيانة إعلامية تضر بالقضية، وتمنح الاحتلال فرصة إضافية للتنصل من مسؤوليته عن المجازر.
واتُهم المصري بشكل صريح بتكرار سيناريو مشابه لما فعله رمزي حرز الله ومحمد أبو حجر في حملات سابقة استهدفت الحاضنة الشعبية للمقاومة.
ولم تقف منشورات الذباب الإلكتروني عند المستشفيات، بل امتدت إلى التشكيك في عمليات المقاومة، وشتم الأسرى، والشماتة بالمدنيين، في مشهد يعكس انحدارًا أخلاقيًا خطيرًا لم يشهده الشارع الفلسطيني حتى في أحلك لحظات الانقسام.