77 يوماً من حملة الموت بالتجويع في غزة وتصعيد حرب الإبادة

يواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ77 على التوالي حملة الموت بالتجويع في غزة وتصعيد حرب الإبادة عبر إغلاق كافة المعابر مع قطاع غزة ومنع إدخال الأغذية والتموين والدواء، بينما تتفاقم المجاعة وتنتشر بين العائلات المهجرة والنازحين في الجنوب والوسط والشمال على حد سواء.
واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، بالمشاركة الفعلية في “جريمة إبادة جماعية” ترتكبها إسرائيل بحق أكثر من مليونَي مدني فلسطيني في قطاع غزة عبر سياسة التجويع المنهجي ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
وأكد البيان أن ما يحدث في غزة ليس نتيجة إخفاق أو فوضى عشوائية، بل “سياسة متعمدة ومنظمة تُدار من غرف القرار السياسي والعسكري في تل أبيب، وتحظى بتواطؤ مكشوف من عواصم كبرى، وعلى رأسها واشنطن”.
تصريحات ترامب: غطاء سياسي لجريمة إنسانية
اعتبر البيان الصادر عن المكتب الإعلامي تحت رقم (824) أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن غزة، “لا قيمة لها على الأرض”، بل وُصفت بأنها “أداة دعائية رخيصة” لتجميل موقف أمريكي منحاز بالكامل لدولة الاحتلال، ومتماهٍ مع مشروع استدامة الإبادة الجماعية لشعب بأكمله.
وأكد البيان أن الإدارة الأمريكية، وترامب تحديداً، تتحمل مسؤولية مباشرة إلى جانب الاحتلال عن كل يوم من أيام الحصار، وعن كل طفل قضى جوعاً، وكل مريض تُرك يموت في انتظار جرعة دواء أو وجبة طعام.
وبحسب البيان، فإن 57 مواطناً فلسطينياً، معظمهم من الأطفال، قضوا جوعاً أو نتيجة أمراض مرتبطة بنقص الغذاء وسوء التغذية، في واحدة من أبشع الجرائم التي وثقتها المؤسسات الصحية في القطاع منذ بدء الحرب والحصار في أكتوبر الماضي.
وأشار إلى أن الأسواق أصبحت شبه خاوية، والمراكز الإغاثية غير قادرة على تلبية أبسط الاحتياجات، في ظل حصار غير مسبوق وصفه البيان بأنه “قتل ممنهج عبر الجوع، بأدوات عسكرية ومدنية واقتصادية متكاملة، وتحت أنظار العالم”.
استخدام الغذاء كسلاح
وشدد البيان على أن “دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفها داعموها الدوليون، تستخدم سلاح الغذاء لتركيع غزة، ولإذلال أهلها جماعياً”، في انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي.
وأضاف: “إن استخدام الجوع كوسيلة للقتل والضغط السياسي هو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، ولا يمكن تبريرها أو التغطية عليها مهما كانت الادعاءات الأمنية أو السياسية”.
وأشار إلى أن “الدول التي تصمت، أو تكتفي بالتعبير عن القلق، هي شريكة في الجريمة بصمتها، أما التي تمنح الغطاء السياسي، كواشنطن، فهي شريكة بشكل مباشر وفاعل”.
نداء حاسم إلى القمة العربية في بغداد
وفي رسالة قوية بالتزامن مع انعقاد القمة العربية في بغداد، طالب البيان القادة والزعماء العرب بتحمل مسؤولياتهم القومية والتاريخية، واتخاذ خطوات عملية لا تكتفي بالإدانة اللفظية، بل تفرض كسر الحصار بالقوة السياسية والدبلوماسية، وضمان تدفق المساعدات إلى غزة فوراً.
وقال البيان: “إن الأمة العربية تُختبر اليوم في أخطر لحظة، والتخاذل أو الصمت سيُسجل في التاريخ كشهادة تخلي عن شعب يُباد أمام أنظار العالم”.
ودعا المكتب الإعلامي الحكومي الأمم المتحدة، ومحكمة الجنايات الدولية، والمنظمات الحقوقية والإنسانية حول العالم إلى التحرك الفوري لفتح المعابر دون قيد أو شرط وتسيير قوافل إغاثة عاجلة بإشراف دولي، وإطلاق تحقيق دولي في استخدام الاحتلال للتجويع كسلاح حرب.
واختتم البيان بتحذير شديد اللهجة: “الوقت ينفد. الأطفال يموتون. الجوع يقتل أسر بأكملها بصمت. إن لم يتحرك العالم فوراً، فإن قطاع غزة سيواجه أياماً هي الأشد سواداً في تاريخه الحديث”.
وأضاف: “لن يُغفر للعالم تواطؤه مع القتلة. ولن ينسى الفلسطينيون أن من منع عنهم الغذاء، كان يقصد أن يقتلهم وهم أحياء”.