
تُواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عمليات الاعتقال بحق الفلسطينيين، خاصة في ظل ما يُسمى بـ”مسرحية توزيع المساعدات” في قطاع غزة، والتي تمثل وجهًا جديدًا لحرب التجويع والإذلال التي يمارسها الاحتلال.
فقد وثقت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية اعتقال عدد من المواطنين الذين توجهوا لاستلام صناديق المساعدات الغذائية في منطقة معسكر موراج الأمني، حيث يستخدم الاحتلال هذه المساعدات كأداة ضغط سياسية واجتماعية، معتمداً على فخاخ اعتقال ممنهجة.
خطة المساعدات تتحول إلى فخ اعتقال
وتدعو اللجنة المواطنين إلى الحذر والامتناع عن الانصياع للدعايات الإسرائيلية الزائفة التي تهدف إلى استدراجهم إلى نقاط التوزيع التي تنتشر حولها كاميرات مراقبة وأجهزة رصد مكثفة، بهدف اعتقالهم وفرض مزيد من السيطرة والتنكيل.
وتابعت اللجنة أن لا تزال الأعداد النهائية للمعتقلين غير معروفة، مما يعكس عمق الأزمة الأمنية التي يعيشها شعبنا، وسط صمت المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية، التي تحولت إلى شريك مفضوح في هذه المؤامرة الخطيرة.
شبكة “أفيخاي” وخطة المساعدات
شبكة “أفيخاي”، التي تصرّ على الترويج المكثف لخطة “المساعدات الإنسانية” الإسرائيلية في غزة، تكثف جهودها الإعلامية لإيهام العالم بأن هناك “بوابة نجاة” يمدها الاحتلال للمدنيين المحاصرين.
ولكن هذه الخطة ليست سوى وجه آخر من وجوه الحرب النفسية وحرب التجويع الجماعية التي تفرضها إسرائيل على شعبنا، وتحويل المساعدات إلى أداة مشروطة بالاستسلام والتعاون مع الاحتلال.
وما يثير الاستغراب ويكشف حجم التنسيق المسبق، هو التكرار الحرفي والتزامن المريب في تعليقات وتغريدات شبكة “أفيخاي”، التي تصف باستمرار توزيع المساعدات كـ”نجاح إنساني” وتتهم الفصائل المقاومة بأنها العائق الحقيقي أمام إيصال الطعام، متناسية تمامًا مسؤولية الاحتلال عن تدمير البنية التحتية الزراعية، واستهداف الشاحنات، وإغلاق المعابر، وتحويل المدنيين إلى رهائن جوع وإرهاب.
كما تصاحب هذه الحملات نشر خرائط “مُعدلة” لمسارات توزيع الطعام، تستخدم كأدوات لإرباك السكان وتشتيت جهودهم في التنقل والتنظيم، ما يزيد من معاناتهم ويعمق الإذلال. في حين تتجاهل شبكة “أفيخاي” الواقع الميداني المرير، وتركز فقط على “المشهد الرمزي” الذي يبرر استمرار سياسة التجويع والإذلال.
وهذه الحملات الدعائية لا تستهدف فقط الرأي العام المحلي، بل تسعى لتبييض وجه الاحتلال أمام المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والدول الغربية، من خلال إيهامها بأن إسرائيل تقوم بكل ما تستطيع لتوفير الغذاء للمدنيين، مع تحميل الفصائل المقاومة والفوضى الأمنية مسؤولية الإخفاق.
وتؤكد لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن هذه المساعدات ليست إلا غطاءً لمؤامرة أكبر تهدف إلى فرض واقع جديد من النزوح القسري وفرض الاستسلام.
كما تحذر من دعوات تشكيل “لجان حماية غزة” التي يروج لها الاحتلال عبر عملائه، معتبرةً إياها محاولات خطيرة لتجنيد مرتزقة داخليين يهددون أمن المقاومة ويزيدون من حالة الفوضى.
وأكدت مصادر وطنية فلسطينية على أهمية الوعي الكامل بالمخططات التآمرية، ودعت إلى التكاتف والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة محاولات الاحتلال الإسرائيلي للتنكيل بشعبنا.
وشددت على أن الانخراط في هذه الخطط يعني الخضوع للعدو والمشاركة في سياسة التهجير والتجويع.
ودعت المصادر الجميع إلى التحلي بالحذر والامتناع عن التوجه إلى نقاط التوزيع المشبوهة، وعدم الانصياع لأي دعوات تحرض على ذلك، حفاظًا على الكرامة الوطنية وسلامة المواطنين من الوقوع في مصائد الاحتلال القاتلة.