
في ظل تعثر الاحتلال الإسرائيلي ميدانيًا وغياب أي أفق سياسي أو عسكري لحسم معركته في قطاع غزة، صعّد من حملته النفسية والإعلامية، مستهدفًا الجبهة الداخلية للسكان وموقفهم من المقاومة.
تحذير من حملة دعائية ممنهجة
وحذّرت منصة “الحارس”، التابعة لأمن المقاومة في غزة، من تصاعد “الدعاية السوداء” التي يديرها الاحتلال عبر أذرعه الأمنية والإعلامية، معتبرة أن الهدف منها هو ضرب ثقة الناس بالمقاومة وزعزعة الاستقرار الداخلي، بعد فشل إسرائيل في تحقيق مكاسب عسكرية رغم استمرار الحرب منذ أشهر.
ونقلت المنصة عن مصدر أمني أن الاحتلال يحاول استغلال الضغط العسكري المتواصل، إلى جانب حملات تضليل عبر مواقع التواصل ومنصات إعلامية، لدفع بعض السكان إلى مواقف منفعلة يمكن توظيفها في دعايته، وإظهار غزة كأنها على وشك الانهيار من الداخل.
الدعاية سوداء والدوافع الإسرائيلية
وأضاف المصدر أن أجهزة أمن المقاومة رصدت في الأسابيع الأخيرة تزايدًا في محاولات الاحتلال لتضخيم أي تحرك احتجاجي أو منشور غاضب، وتصويره كـ”غضب شعبي واسع”، بهدف الإيحاء بأن المقاومة فقدت حاضنتها المجتمعية.
ويُنظر إلى هذه الحملات، بحسب متابعين، باعتبارها محاولة لتعويض الفشل العسكري على الأرض، ورفع معنويات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وكذلك دفع عائلات الجنود لدعم استمرار العدوان، رغم الخسائر المتزايدة.
وعي مجتمعي بمحاولات التفكيك
وفي الوقت ذاته، أشار المصدر إلى أن الشارع في غزة، ورغم الألم والمعاناة الممتدة، مدرك لطبيعة هذه الحملة، ويرى فيها أداة من أدوات الضغط النفسي التي تهدف إلى تفكيك مواقفه لا أكثر.
وتتزامن هذه الحملة النفسية مع تجدّد العدوان الإسرائيلي منذ فجر 18 مارس/آذار 2025، حين شنت قوات الاحتلال مئات الغارات الجوية على مناطق متفرقة من القطاع، متسببة في استشهاد وإصابة أكثر من 12 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دام نحو 60 يومًا بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال ارتكاب انتهاكات واسعة في غزة، بدعم أمريكي، أدت إلى سقوط أكثر من 174 ألف شهيد وجريح، وتفاقم أزمة إنسانية غير مسبوقة تشمل نقصًا حادًا في الغذاء والدواء، وانهيارًا في البنى التحتية، وسط غياب أي محاسبة دولية جدية.