معالجات اخبارية

كشف عصابة عميلة جديدة شرق غزة تعمل بإمرة الاحتلال

كشفت مصادر أمنية فلسطينية عن مخطط إجرامي جديد لتشكيل عصابة مسلحة في شرق مدينة غزة، وتحديدًا في منطقة الشجاعية، على غرار عصابة “العميل المرتزق ياسر أبو شباب” التي سبق أن نفذت عمليات اختطاف وتصفية لصالح الاحتلال.

المجموعة الجديدة تضم أفرادًا معروفين بانتمائهم لحركة فتح، بعضهم موظفون لدى السلطة الفلسطينية في رام الله، ويشتبه في تورطهم المباشر بالتنسيق مع ضباط في جهاز المخابرات الإسرائيلية “الشاباك”.

وبحسب المصادر فإن العصابة كانت بصدد تنفيذ مهام قذرة ضد المقاومة وسكان المنطقة، تشمل الرصد، والاستهداف، والخطف، بالتوازي مع تحركات الاحتلال العسكرية في المنطقة.

هوية خيانة

وفقًا للتحقيقات الجارية وشهادات عناصر أُوقفوا ضمن هذا المخطط، فإن العميل الرئيسي الذي يقود التحرك الجديد هو المدعو رامي عدنان محمد حلس، وهو موظف مدني يتبع للسلطة الفلسطينية، ويقيم في حي تل الهوا قرب دوار أبو مازن.

يحمل رامي الهوية رقم 906525217، وينتمي تنظيميًا لحركة فتح، ما يضيف بُعدًا خطيرًا على تواطؤ بعض عناصر الحركة في التنسيق مع الاحتلال خارج الأطر الوطنية.

تشير المصادر الأمنية إلى أن حلس يتواصل بشكل يومي مع ضابط المخابرات الصهيوني الملقب بـ”أبو رامي”، وهو الذي يدير تحركاته ويوجهه لتنفيذ مهام محددة ضد المقاومة والمجتمع المحلي. التواصل بين الطرفين كان يتم عبر تطبيقات مشفّرة، وبتنسيق ميداني مع قوات الاحتلال التي تنشط في المنطقة الشرقية من الشجاعية.

أهداف العصابة

الخلية لم تكن مجرد مجموعة مراقبة، بل عصابة مسلحة تم تسليحها وتكليفها بمهام ميدانية قذرة. من أبرز تلك المهام:

استهداف المقاومين وإطلاق النار عليهم خلال تحركاتهم في الخطوط الأمامية.

اختطاف المواطنين المتعاونين مع المقاومة وتسليمهم للاحتلال.

زرع الفوضى والفتن الداخلية لخلق مناخ من التوتر وعدم الثقة في أحياء شرق غزة.

وفي واحدة من أبرز العمليات التي نفذها رامي حلس وعناصره، تم اختطاف المواطن (ش.س) عبر سيارة “جيب ماجنوم”، وتسليمه مباشرة لقوات الاحتلال في محيط الشجاعية. وتؤكد المعلومات أن العميل كان يرتدي خوذة إسرائيلية ويحمل سلاحًا مزودًا بمنظار رؤية ليلي أثناء تنفيذه العملية.

أسماء المتورطين

التحقيقات كشفت عن تورط أفراد آخرين في هذا المخطط الخياني، وهم:

حمادة فضل حلس

عبد الله خزاع حلس

أحمد فؤاد حلس

رعد الجمال

وتشير المعطيات الأولية إلى أن هؤلاء كانوا يعملون بشكل منظم، ويظهرون غالبًا في مناطق قريبة من تمركزات الاحتلال في شرق الشجاعية، حاملين أسلحة خفيفة وخوذ إسرائيلية حصلوا عليها كجزء من الدعم اللوجستي الذي وفره الاحتلال لهم.

الإمارات في الخلفية؟

توقيت التحرك وتركيب المجموعة يشبه إلى حد بعيد النموذج الذي دعمه الاحتلال والإمارات سابقًا في غرب غزة عبر ياسر أبو شباب وشقيقه، ما يثير تساؤلات جدية حول مدى اتساع هذا المشروع المشبوه ومحاولات الاحتلال استنساخه في أكثر من موقع لإرباك المقاومة من الداخل.

ولا يُستبعد أن تكون هذه المحاولة جزءًا من خطة أكبر يتم تمويلها وتسويقها بصمت من أبوظبي، بالتنسيق مع الشاباك، لتكرار تجربة “الميليشيات المحلية” التي تأتمر خارج السلطة الوطنية، وتعمل كأذرع أمنية للاحتلال.

تحذير أمني ورسمي

أصدرت الجهات الأمنية في غزة تحذيرًا عاجلًا للمواطنين، أكدت فيه: “يُمنع التعامل أو التواصل مع هؤلاء العملاء الخونة، وعلى أي مواطن يشاهد أحدهم أن يبلغ فورًا عن أماكن تواجدهم لقوى الأمن الوطني.”

كما دعت إلى التحلي باليقظة، والإبلاغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة أو محاولات تجنيد أو ابتزاز، خصوصًا في المناطق الحدودية التي تشهد تكرارًا لعمليات التسلل والاختراق الاستخباراتي.

وأكد البيان أن الجهات الأمنية مستنفرة بالكامل، وأن عناصر الخلية تحت المراقبة الدقيقة، وأن من لم يُعتقل بعد، سيُلاحق حتى النهاية.

حملة إلكترونية: #إمسك_عميل

بالتوازي مع الإجراءات الميدانية، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة تحت وسم #إمسك_عميل و**#إمسك_عميل_بلس**، دعا خلالها المواطنون إلى نبذ الخونة والتشهير بمن يثبت تعاونه مع الاحتلال.

وحظيت الحملة بتفاعل واسع، وشارك فيها صحفيون وناشطون ومقاومون سابقون، دعوا إلى تشديد الرقابة الشعبية، وعدم ترك أي فراغ يمكن للاحتلال أن يملأه عبر هذه الأدوات الرخيصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى