عضو ثوري في حركة فتح يفضح خذلان السلطة ومخاطر خطة ترامب

عضو المجلس الثوري لحركة فتح، بسام زكارنة، أكد أن مسار التسوية الذي دخلته منظمة التحرير الفلسطينية منذ أكثر من ثلاثة عقود لم يحقق الهدف الأساسي المتمثل بدولة فلسطينية مستقلة، بل أدى إلى تحويل السلطة الوطنية إلى إدارة مدنية محاصرة، بينما توسّعت إسرائيل في الاستيطان وفشلت المرحلة الانتقالية.
خذلان السلطة
وأشار زكارنة إلى أن منظمة التحرير قدمت تنازلات غير مسبوقة، بما في ذلك الاعتراف بإسرائيل، التخلي عن الكفاح المسلح، وإلغاء بنود مركزية من الميثاق الوطني، وخوض مفاوضات طويلة، رغم اختلال موازين القوة. ومع ذلك، استغلت إسرائيل هذه التنازلات لتفكيك مصادر القوة الفلسطينية، وإبقاء السلطة ضعيفة وتحت السيطرة.
وأوضح زكارنة أن الخطر الإسرائيلي لم يكن يوماً مرتبطاً بحركة فلسطينية محددة، فالاحتلال يرفض حماس لأنها مقاومة، ويرفض منظمة التحرير لأنها تفاوض، وهو ما كشفته تصريحات بنيامين نتنياهو التي تؤكد أن أي سلطة فلسطينية حقيقية لا مكان لها في رؤيته.
خطة ترامب
وأضاف أن مع الحرب الأخيرة على غزة، ظهر هذا النهج بشكل واضح في “خطة ترامب” وقرارات مجلس الأمن الأمريكي، التي قدمت إطارًا لإدارة غزة تحت إشراف أمريكي دون أي إشارات جادة للقضية السياسية الأساسية لا حل الدولتين، ولا حدود الدولة الفلسطينية، ولا الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.
وتابع أن هذه السياسات تمثل استمرارًا لإضعاف الفلسطينيين، حيث يُطلب منهم نزع السلاح أو إخراج حماس، بينما لا يُعترف بحقهم الأساسي في الدولة، ما يضع الفلسطينيين في مأزق استراتيجي وأخلاقي وسياسي.
وعلى صعيد الضفة الغربية، شهدت الفترة الأخيرة تسارعًا غير مسبوق في الاستيطان ومصادرة الأراضي، في سياسة تهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها تدريجيًا ومنع قيام دولة فلسطينية حقيقية.
وأضاف زكارنة أن السياسات الحالية، بما في ذلك الوصاية الأمريكية على غزة والوصاية الإسرائيلية على الضفة الغربية، ورفض حقوق الفلسطينيين الأساسية، لن تصنع استقرارًا بل ستوسع دائرة الصراع.
قرار مجلس الأمن
وفيما يتعلق بالقرار الأخير لمجلس الأمن، الذي يخلق مجلس سلام مؤقتًا تحت إشراف أمريكي مباشر، أوضح زكارنة أن القرار يمنح الولايات المتحدة سلطة غير محدودة على غزة ويتيح لإسرائيل مواصلة انتهاكاتها في الضفة دون رادع، ويحوّل الواقع المؤقت إلى دائم، مع حرمان الفلسطينيين من أي سيادة حقيقية.
وأكد زكارنة أن رفض القرار ضرورة وطنية، وأن على الفلسطينيين التمسك بحقوقهم الوطنية القدس، العودة، إنهاء الاحتلال والاستيطان، والسيادة الكاملة، واستخدام الآليات الدولية لمواجهة الوصاية الأمريكية والإسرائيلية وكشف الانتهاكات عالميًا.
وكانت قد رحبت السلطة الفلسطينية بالقرار الأمريكي لمجلس الأمن بتشكيل قوة دولية في غزة، رغم مخاطره على القضية الفلسطينية، أملاً في نيل رضا الإدارة الأمريكية وفرض نفوذها على إدارة القطاع، وهو ما يعكس ضعف استقلاليتها السياسية وتضارب مصالحها مع حقوق الشعب الفلسطيني.





