سوء التغذية في غزة.. القتل البطئ الذي يخفيه الاحتلال

في وقت لا يهدأ فيه أزيز القذائف ودخان الحرب في قطاع غزة، تنمو مأساة أخرى أقل صخبًا لكنها قاتلة لا تقل عن نار القصف.
“سوء التغذية” هاجس جديد يقضي على أرواح المواطنين، خاصة الأطفال الذين يرتقون كضحايا جدد للجوع ونقص الغذاء والدواء الحاد بفعل استخدام “إسرائيل” للتجويع كسلاح حرب.
حالات الوفاة الناتجة عن سوء التغذية منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، بلغت 197، بينهم 96 طفلاً لا يتجاوزون سنوات عمرهم، و101 بالغًا أنهوا حياتهم بسبب نقص الغذاء والتدهور الصحي الحاد.
الرقم الذي أورده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يكشف عن مأساة إنسانية تتفاقم عاماً بعد عام، إذ ارتقى 4 أشخاص فقط في 2023، قبل أن يتضاعف إلى 50 في 2024، ثم يقفز إلى 143 خلال عام 2025.
ويقف خلف هذه الكارثة الإنسانية حصار إسرائيلي مشدد يمنع دخول المواد الغذائية والأدوية، ويشل عمل المستشفيات التي دمرها القصف.
وبات آلاف المدنيين رهائن لجوع بطيء يقتل بلا صوت، وسط نقص حاد بالمياه النظيفة والغذاء الصحي، وأوضاع صحية تنهار.
المنظمات الإنسانية تحذر وتناشد، لكن بلا جدوى، فالحصار ما يزال خانقًا، وجرائم الاحتلال مستمرة، والمجتمع الدولي يكتفي بالمواقف الدبلوماسية بينما يزداد عدد ضحايا غزة.