قيادي فتحاوي يهاجم عباس: تنقّلات مكلفة بلا مضمون سياسي

قال القيادي في حركة فتح عدلي صادق ما يزال رئيس السلطة محمود عباس يسافر إلى العواصم المختلفة، وعند وصوله يتخذ لنفسه “مقر إقامة” ليستقبل فيه الزائرين من رجال الدولة، ويطلعهم على “آخر المستجدات”، وكأنهم غير مطلعين على ما يجري قديماً وحديثاً.
وأضاف أن مثل هذه السفريات لها كلفتها، إذ إن الدول لا تستضيف الزائرين الأجانب على نفقة شعوبها، وقد تقدم استضافة جزئية ومحدودة فقط في حال الزيارات الرسمية، لأن للإنفاق ضوابط واضحة لديهم.
وتابع أن عباس، الذي يبدو أن من أهم مقاصد زياراته إثبات قدرته على الحركة بعد سن التسعين، لا يصطحب معه أي مسؤول ذي صلة بموضوع الزيارة إن كانت تتسم بالجدية، ولا أي مختص يحمل ملفاً في العلاقات الخارجية، حيث يقتصر الوفد غالباً على سكرتارية مكتبه، وفي زيارته إلى إيطاليا انضمت إليه سفيرته هناك، وهي ابنة مديرة مكتبه.
وأشار إلى أن عباس لا يشعر بأي حرج من هذا السلوك، ولا يستغل زياراته ليعكس صورة عن حالة فلسطينية متنوعة تضم مناضلين وخبراء ومؤسسات ومتحدثين بعدة لغات، أو ليعطي انطباعاً بوجود وزارة خارجية فاعلة، رغم علمه بأن الانطباع السائد لدى الأوروبيين عنه وعن حاشيته هو الفساد وغياب التمثيل الحقيقي، لافتاً إلى أن الأجانب لا يصرّحون بذلك بحكم تقاليد رجال الدولة، خاصة مع إدراكهم أن سلطته تفتقر إلى حيثيات دستورية.
وأضاف أن عباس، في فحوى حديثه، “يجلب العار”، مشيراً إلى ما نقلته وكالة وفا الفلسطينية عنه، وكأنه مكلف بتسويق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكأن هذه الخطة أولته أي اعتبار، أو كأنه هو من اختار إيطاليا لتدريب بعض عناصر الشرطة.
وتابع أن الأخطر في حديث عباس تركيزه على تسويق المرحلة الثانية من خطة ترامب، بما في ذلك إنهاء حكم حركة حماس، معتبراً أن هذه صيغة تليق بالعاجز الذي ينتظر من ترامب تخليصه من حكم حماس، في حين كان يمكنه، بخطوة فلسطينية توافقية، أن يصنع لنفسه قدراً من القيمة والكرامة عبر الحديث عن مرحلة انتقالية في غزة بغير حكم حماس، وعن التزامات متبادلة تشمل إنهاء الحرب وانسحاب الاحتلال وبطلان ذرائعه، بالتوازي مع ما أعلنته حماس عن استعدادها للتخلي عن الحكم.
وأشار صادق إلى أن أكثر ما يثير الاستهجان هو الخلط بين الرغبة في مغادرة حماس للحكم، والرغبة في إخراجها من المشهد بالكامل، وكأن خطة ترامب تهدف إلى تقديم فضاء “نظيف” خالٍ من حماس لعباس وبنيامين نتنياهو والعرب، وهو أمر غير قابل للتحقق.
وختم أن هذا الواقع يفرض التزام النقد الموضوعي لتجربة حماس وما ترتب عليها، دون الانزلاق إلى لغة العداء التناحري، مؤكداً أن مثل هذا المنطق لا يخدم أوضاعنا الوطنية، ولا السلم الأهلي، ولا الحاجة إلى عقد اجتماعي فلسطيني جديد بعد إنهاء حكم الأمر الواقع.





