مسيرة الأكفان في غزة.. أهالي القطاع يرفضون التهجير ويواجهون الاحتلال

في ظل أوامر التهجير القسري التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، تحولت غزة إلى مشهد مأساوي من الدمار، طال البنية التحتية والمنازل المتبقية، المدينة غدت مغطاة بالركام والفوضى، والشوارع مثقلة بالآثار الناجمة عن القصف المستمر، فيما يواجه السكان خطر فقدان مساكنهم وحياتهم.
ولم يقتصر الهدف على الإخلاء فحسب، بل شمل محاولة اقتلاع السكان من أرضهم وفرض السيطرة المطلقة على قطاع غزة باستخدام العنف والترهيب.
مسيرة الأكفان ورفض التهجير
ووسط هذه الأجواء المأساوية، انطلقت اليوم مسيرة الأكفان لتجسد موقف الفلسطينيين الرافض للتهجير، حيث شارك فيها رجال ونساء، كبار وصغار، يحملون أكفانهم في الشوارع، رافعين رايات بيضاء كإشارة صريحة إلى التمسك بالأرض.
وقررت المؤسسات الصحية في غزة البقاء لمواصلة تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى، حيث عمل الأطباء والممرضون في ظروف شديدة الصعوبة وبموارد محدودة.
وفي الوقت نفسه، تكفّل الدفاع المدني بجهود إنقاذ المدنيين المحاصرين تحت الركام، مستخدمين أيديهم عندما تعجز المعدات، ليواجهوا بشكل مباشر تداعيات الغارات والدمار.
وهذه الجهود الموحدة، من المستشفيات إلى الدفاع المدني وكافة المؤسسات التي قررت البقاء، تعكس صمود المؤسسات والأفراد في مواجهة العدوان وحماية أرواح السكان رغم كل الصعوبات.
رسالة المسيرة ورفض التهجير
وانطلقت مسيرة الأكفان اليوم من مفترق السرايا وسط مدينة غزة، حاملة رسالة موحدة ضد التهجير، ومؤكدة على البقاء والصمود على أرض غزة.
وشهدت المسيرة مشاركة كبيرة من مختلف شرائح المجتمع في غزة، من كبار السن إلى الشباب والأطفال، تعكس موقفًا جماعيًا واضحًا ضد محاولات تهجير السكان وفرض السيطرة على القطاع.
وجاءت هذه المشاركة لتجسد تمسك الأهالي بأرضهم وإصرارهم على البقاء، معبرة عن التزام المجتمع الفلسطيني بحماية تاريخه وهويته.
وأكد تجمع عوائل الشهداء في بيان له أن “كل محاولة لاقتلاع أبناء غزة من أرضهم أو تهجيرهم هي جريمة جديدة بحق الشهداء وذويهم”، مضيفًا أن “غزة بكل حجر وروح فيها هي منّا ونحن منها”.
واختُتم البيان بشعارات قوية تعكس جوهر الفعالية: “لا للتهجير.. لا للتنازل.. لا لخيانة دماء الشهداء.”
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية.
وأسفرت العمليات العسكرية عن وقوع أكثر من 227 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وفقًا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، ما يعكس حجم الخسائر المأساوية التي خلفها العدوان على المدنيين والبنية التحتية في القطاع.