معالجات اخبارية
أخر الأخبار

بالتزامن مع جهود الهدنة.. محتوى شبكة أفيخاي يتصدر التحريض الإعلامي

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، تصاعدت حملات رقمية وإعلامية تستهدف المقاومة الفلسطينية، خاصة في مراحل الإعلان عن جهود التهدئة والمفاوضات.

وفي الوقت الذي تواجه فيه غزة عدوانًا مستمرًا خلّف حتى الآن أكثر من 191 ألف شهيد وجريح، بالإضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، ظهرت على منصات التواصل الاجتماعي حملات تشكيك وتحريض، انطلقت من حسابات لأشخاص يحملون الهوية الفلسطينية ويقيمون خارج القطاع.

وتشير متابعة المحتوى المنشور خلال الأسابيع الأخيرة إلى أن جزءًا من هذه الحملات لا يركز على توثيق جرائم الاحتلال أو دعم صمود السكان المدنيين، بل يستهدف بشكل مباشر فصائل المقاومة، وخصوصًا حركة حماس، باستخدام خطاب يتقاطع في كثير من مفرداته مع الرسائل الدعائية التي يستخدمها الناطقون باسم الجيش الإسرائيلي.

محتوى متكرر ومفردات متطابقة

والخطاب الذي برز عبر هذه الحسابات يعتمد على مفردات مثل “التضحية المجانية”، “الاختطاف السياسي”، و”تهوّر القيادة”، وهي تعابير سبق استخدامها في الإعلام العبري ضمن سياق تبرير العدوان وتفكيك البيئة الحاضنة للمقاومة.

ورصدت تقارير إعلامية فلسطينية نشاطًا متصاعدًا لما سُمّي بـ”شبكة أفيخاي بالعربية”، وهو مصطلح يُطلق بشكل غير رسمي على مجموعة من الحسابات التي تنشر محتوى يستهدف رموز المقاومة وأداءها السياسي والعسكري، مع تجاهل كامل أو محدود لجرائم الاحتلال ونتائجها الكارثية على المدنيين في غزة.

شبكة أفيخاي تتصدر التحريض الإعلامي

وتزامنت هذه الحملة الإعلامية مع الإعلان عن موافقة حماس على مقترح هدنة قد يقود إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وجاءت معظم المنشورات التي تناولت هذا التطور في سياق تشكيك مباشر بالخطوة، واتهام المقاومة بمحاولة تحقيق مكاسب خاصة، رغم أن المبادرة مدعومة من أطراف دولية وإقليمية، وتخضع لمشاورات مع أطراف فلسطينية متعددة.

وتحذّر منظمات حقوقية ومراكز إعلامية من أن مثل هذه الحملات، رغم انطلاقها من خارج غزة، تساهم في إضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية، وتؤثر على الرأي العام المحلي والدولي، خاصة حين تتقاطع مع سرديات الاحتلال وتُستخدم لاحقًا كأدوات دعائية لإضعاف الموقف الفلسطيني.

ورغم أن بعض منشورات هذه الشبكة تأتي ضمن سياق “النقد السياسي”، إلا أن تكرار النمط والمصطلحات، وتوقيت النشر، والانحياز الحاد في الخطاب، تدفع بعض المراقبين إلى تصنيفها ضمن أدوات “الحرب النفسية الرقمية”، التي تستهدف كسر المعنويات وإرباك الجبهة الداخلية خلال الحروب، وهو أسلوب سبق اعتماده في حملات مشابهة ضد المقاومة في السنوات الماضية.

وتشير تقارير متقاطعة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وظّف خلال السنوات الأخيرة وحدات متخصصة في الحروب النفسية الموجهة للفلسطينيين، عبر اختراق الإعلام الرقمي، وتغذية الخطابات الداخلية المربكة، باستخدام أدوات ناعمة لا تُصنّف مباشرة ضمن الأعمال العسكرية.

وتأتي هذه الحملات في وقت لا تزال فيه غزة تعاني من انهيار شبه تام في القطاعات الصحية والخدمية، وتواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات قصف واسعة، إضافة إلى عرقلة إدخال المساعدات بشكل كافٍ، رغم المطالبات الدولية بوقف استهداف المدنيين وتحييد العمل الإنساني.

ورغم ذلك، يتسارع نشر محتوى يستهدف المقاومة في ذروة مرحلة التفاوض على هدنة، ما يثير تساؤلات في الأوساط الحقوقية والإعلامية حول دوافع هذا الخطاب وأطرافه ومآلاته على الوضع الفلسطيني الداخلي، خاصة في ظل استمرار العدوان وتصاعد التحديات الإنسانية والسياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى