معالجات اخبارية

مكرمة الحج تتحول إلى “مكرمة الهباش”.. فساد يسرق حق أهالي الشهداء

لطالما كانت مكرمة الحج الممنوحة لعوائل الشهداء مناسبةً رمزية تعبّر عن الوفاء لتضحيات من قدّموا أرواحهم دفاعًا عن فلسطين.

ولكن هذه المكرمة، التي يُفترض أن تحمل قدسية الدم والحق، تحوّلت على يد السلطة الفلسطينية و”قاضي قضاتها” محمود الهباش إلى أداة لتصفية الحسابات، وشبكة فساد سياسي وشخصي تفوح منها رائحة المحسوبيات والاستغلال.

مكرمة الحج تتحول إلى “مكرمة الهباش”

وفي مشهد لا يعكس فقط الفشل السياسي، بل الانحدار الأخلاقي، كشفت “تجمع عوائل الشهداء” عن تلاعب واضح بكشوفات مكرمة الحج، عبر إخفاء القوائم ومنح التأشيرات لأشخاص لا علاقة لهم بالشهداء، بل أن بعضهم سبق أن أدى فريضة الحج في أعوام سابقة، أو ينتمي لتيارات سياسية محسوبة على السلطة.

وبلغ الغضب الشعبي ذروته بعد نشر القوائم التي أظهرت أسماء مقربين من محمود الهباش، بما في ذلك أقارب له، وأنسباء، وخطباء مساجد يوالونه وينفذون أجندته في الضفة الغربية، بل إن بعضهم تكرر اسمه في الأعوام السابقة ضمن نفس المكرمة، مما يثير تساؤلات حول من يحكم هذا الملف ومن يوزع هذه “المكرمة” وكأنها ملك خاص.

ولم يقتصر التلاعب على الأسماء، بل شمل أيضًا فرض رسوم باهظة على الحجاج المستحقين لتغطية تكاليف من حصلوا على الامتيازات مجانًا، في تجاوز صارخ لمبدأ العدالة.

فساد ممنهج وشخصيات متنفذة “تحج سنويًا”

وكشف الناشط السياسي مفيد زلوم  أن بعض من شملتهم المكرمة هذا العام سبق لهم الحج 9 مرات دون قرعة أو معايير، في وقت ينتظر فيه الآلاف من المواطنين دورهم منذ سنوات طويلة.

وأضاف أن بعض الموظفين في الأوقاف أو السلطة يعتبرون أنفسهم أصحاب امتياز دائم للحج، دون خضوع لأي نظام واضح.

أما الناشط الفتحاوي صالح ساق الله، فاتهم الهباش صراحة بإقصاء عشرات من عوائل الشهداء المتواجدين في القاهرة، مقابل تمرير أسماء غير مستحقة، بعضها يعود لموظفين في ملف المكرمة أنفسهم.

فساد يسرق حق أهالي الشهداء

وتحوّلت مكرمة الحج إلى سوق مغلق لمن يثبت ولاءه السياسي أو يقدّم خدمات شخصية، في وقت يُقصى فيه أهالي الشهداء الحقيقيين، لا لشيء سوى لأنهم لا يمتلكون واسطة، أو لأن أبناءهم ارتقوا في ساحات لا تعترف بها السلطة.

وإن ما جرى ليس حادثًا عابرًا، بل استمرار لنهج الإقصاء والتمييز، خصوصًا ضد عوائل شهداء ما بعد الانقسام، الذين حُرموا من المخصصات والرواتب والمكرمات، وتم التعامل معهم كورقة ضغط لا أكثر.

نداء عاجل للعدالة

وطالب تجمع عوائل الشهداء في بيانه بفتح تحقيق عاجل، ونشر الكشوفات بشكل شفاف، ومحاسبة المتورطين في هذا الاستغلال السياسي الفجّ.

كما وجه نداءً إلى المملكة العربية السعودية، ممثلة بوزارة الحج والعمرة وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لسحب ملف المكرمة من أيدي الفاسدين، وتحصينها من العبث الحزبي.

وأكد البيان أن دماء الشهداء ليست ورقة تفاوض، ولا سلعة في بازار الولاءات، بل أمانة تستحق الاحترام، والمكرمة واجب وليست منّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى