معالجات اخبارية

عدي القرعان.. صوت انتقد الإذلال فأسكتته إنسانية الإمارات المزيفة

لم يكن الممرض عدي ناهض القرعان يتوقع أن تودي طريقة إيصال المساعدات التي انتقدها علنًا قبل أيام بحياته.

عدي، الشاب المعروف بتفانيه في خدمة الجرحى والمرضى في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، استُشهد مساء يوم الإثنين إثر سقوط صندوق مساعدات إماراتية عليه مباشرة، بعملية إنزال جوي في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة.

من هو عدي القرعان؟

الحدث المأساوي وقع بينما كانت طائرات إماراتية تُسقط صناديق مساعدات على مناطق متفرقة من القطاع. ووفق شهود، سقط أحد الصناديق الثقيلة مباشرة على جسد الممرض القرعان، فأرداه شهيدًا على الفور.

عدي ناهض القرعان، الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، كان قبل أيام قد ظهر بمقطع مصور تداوله النشطاء على نحو واسع، ينتقد بشدة أسلوب الإنزال الجوي للمساعدات، واصفًا إياها بـ”مساعدات الإذلال”.

وأشار وهو يبدو عليه الجوع والتعب إلى أنها لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات الناس، بل تشكل خطرًا على حياتهم.

عدي القرعان ويكيبيديا

ارتقاء عدي فتح مجددا باب الجدل حول عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، التي تتعرض لانتقادات واسعة بسبب عشوائيتها وعدم فاعليتها.

كثير من المساعدات سقطت في البحر أو في مناطق حمراء يتواجد فيها جيش الاحتلال يصعب الوصول إليها.

بينما أدت حالات أخرى إلى إصابات مباشرة، واليوم إلى استشهاد ممرض شاب كان في الخطوط الأمامية لإنقاذ المصابين.

ردود الفعل على استشهاد القرعان جاءت غاضبة. إذ وصف ناشطون ومواطنون الحادثة بـأنها نتاج طبيعي للاستعراض الإعلامي المكشوف للمساعدات.

فيما دعا آخرون إلى وقف الإنزالات الجوية العبثية وتحويل الدعم الإنساني إلى طرق آمنة ومنظمة عبر المعابر.

عدي الذي اختار خدمة الجرحى والمرضى بأخطر الظروف، استُشهد بصندوق إماراتي كان يُفترض أن يحمل النجاة. ليبقى اسمه شاهدًا على مفارقة قاسية: أن يُقتل من أجل المساعدة التي انتقدها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى