معالجات اخبارية
أخر الأخبار

سائد البش وتجار الحرب.. الوجه المظلم للتجارة في غزة

في قلب قطاع غزة المحاصر، حيث تموت الطفولة جوعًا وتنام العائلات على بطون خاوية، يبرز سائد البش، تاجر حرب من مخيم النصيرات، يستغل المعاناة ليبيع كيلوجرام الطحين بـ200 شيكل، سعرًا يفوق قدرة آلاف العائلات البائسة على الدفع.

وهذا الاستغلال الصارخ ليس حالة فردية، بل جزء من شبكة محتكرين يستغلون الأزمة وسط غياب تام للرقابة وتراخي الردع، ليزيدوا من مأساة سكان غزة الذين يئنون تحت وطأة الحصار والقصف.

من هو سائد البش؟

سائد خالد محمد البش، من مواليد 2006، رقم هويته 422748756، يقيم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. لم يكن معروفًا سابقًا بأي نشاط تجاري أو خيري، لكن في ظل المجاعة والانهيار، لمع اسمه ضمن فئة منعدمي الضمير الذين حولوا حاجات الناس إلى مصدر ربح فاحش، عارضًا كيلوجرام الطحين مقابل 200 شيكل، أي أكثر من 55 دولارًا.

والبش ليس حالة منفردة. بل تتحدث مصادر ميدانية عن عشرات الأشخاص الذين يستغلون غياب الرقابة وندرة المواد الأساسية، ويبيعون الطحين والسكر والأرز بأسعار تفوق الخيال.

والبعض يخبّئ البضائع حتى ترتفع الأسعار، وآخرون يوزعون المساعدات القادمة من الخارج مقابل المال، بدل أن تصل مجانًا لمن يستحق.

تحوّل الطحين إلى سلعة نادرة

ومنذ إغلاق الاحتلال للمعابر في 2 آذار/مارس الماضي، دخل قطاع غزة في مرحلة المجاعة الفعلية، حيث توقفت معظم سلاسل التوريد، ولم تعد المساعدات تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية.

وتعاني الأسواق نقصًا حادًا في المواد الغذائية، وارتفعت أسعار ما تبقى منها بشكل جنوني، إذ وصل سعر كيلو العدس إلى ما يقارب الـ35 دولارًا، بينما أصبح الخبز رفاهية نادرة لا يستطيع كثيرون تحمّلها.

وفي ظل هذه الأزمة الإنسانية الخانقة، تعيش عائلات كاملة على الحشائش وأوراق الشجر، فيما يستيقظ الأطفال على جوع قاتل وينامون على بطون خاوية، في مشاهد تقشعر لها الأبدان.

ويغلي الشارع الغزي غضبًا، إذ لم تعد المطالب تقتصر على الحصول على المساعدات فقط، بل ارتفعت المطالب بمحاكمة المحتكرين وتجار الحرب الذين يستغلون الأزمة.

وقد ظهرت فضائح عديدة عبر صفحات ومحادثات منشورة توثق مساومات بائعي الطحين، وكيف تحوّلت كميات من المساعدات إلى سلع مربحة تُباع لمن يدفع أكثر، مما زاد من مأساة سكان القطاع وأعمق من معاناتهم تحت الحصار.

ويستمر الاحتلال في حصار قطاع غزة، ما يؤدي إلى أزمة إنسانية حادة، في ظل غياب فتح المعابر بشكل كافٍ لدخول المساعدات.

ووسط هذا الواقع، تبرز ظاهرة تجار الحرب الذين يستغلون النقص الحاد في المواد الأساسية ويرفعون الأسعار إلى مستويات غير قابلة للتحمل، مما يزيد من معاناة السكان ويهدد كرامتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى