تحليلات واراء

جسور نيوز تحارب الوعي الفلسطيني لفرض معادلة الاستسلام

تبرز منصة “جسور نيوز” الممولة إماراتيًا، باعتبارها واجهة إعلامية متخصصة في شن حرب نفسية متكاملة على الوعي الفلسطيني والعربي، بهدف ترسيخ معادلة الاستسلام والتخلي عن خيار المقاومة، وتطويع الرأي العام الفلسطيني للقبول بإدامة الاحتلال الإسرائيلي كأمر واقع.

والمتتبع للنهج الإعلامي لمنصة جسور نيوز بما في ذلك فبركة مقاطع فيديو ودفع أموال مقابل مقابلات موجهة، يتثبت أنها ليست مجرد وسيلة إعلامية، بل أداة وظيفية في مشروع التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، تسعى لتقويض الوعي الفلسطيني وتثبيت معادلة الاستسلام والهزيمة.

إذ تقدم جسور نيوز نفسها كمنصة إخبارية “محايدة” تقدم تغطية مهنية للأحداث، لكن خلف هذه الواجهة الإعلامية تقف أجندة سياسية واضحة، ترتبط مباشرة بمحاور التطبيع العربي مع دولة الاحتلال.

فدولة الإمارات تلعب دورًا مركزيًا في تمويل وإدارة مثل هذه المنصات، لتكون أداة وظيفية في خدمة مصالح تل أبيب وإعادة صياغة وعي المنطقة، بما يتماشى مع سياسات التطبيع والتحالف الأمني-الاقتصادي مع الاحتلال.

ومن الناحية العملية، تمثل جسور نيوز جزءًا من منظومة إعلامية متكاملة تسعى إلى:

تشويه صورة المقاومة الفلسطينية ووصفها بالعبثية أو الإرهاب.

تصوير الاحتلال الإسرائيلي كقوة أمر واقع لا يمكن هزيمتها.

دفع الجمهور الفلسطيني والعربي إلى تبني خطاب الهزيمة والاستسلام تحت ذرائع “الواقعية السياسية”.

جسور نيوز ويكيبيديا

تعتمد جسور نيوز أساليب الحرب النفسية والإعلامية في خطابها، إذ تركز على ضخ رسائل سلبية متكررة تهدف إلى إحباط الشعب الفلسطيني وزرع الشك في قدرته على الصمود والانتصار.

وتتجلى هذه الحرب في:

التقليل من إنجازات المقاومة: بحيث يُختزل أي انتصار أو صمود فلسطيني في إطار “مغامرة غير محسوبة”.

المبالغة في تضخيم قوة الاحتلال الإسرائيلي: عبر تصويرها كقوة لا تُقهر، لفرض الاستسلام كخيار وحيد.

التحريض المباشر على الفصائل، عبر اتهامها بتدمير غزة وجرّ الشعب إلى الويلات.

الترويج لبدائل زائفة مثل “السلام الاقتصادي” أو “التهدئة الدائمة”، بما يخدم مخططات الاحتلال.

بهذا النهج، لا تتحرك جسور نيوز كوسيلة إعلامية مستقلة، بل كجزء من حرب متكاملة الأركان تستهدف الوعي الفلسطيني وتفكيك البنية المعنوية للمجتمع المقاوم.

التطبيع الإماراتي الإسرائيلي

لا يمكن فصل منصة جسور نيوز عن المشروع الإماراتي الأوسع، الذي تجاوز التطبيع السياسي إلى تبني سياسة عداء معلن لفصائل المقاومة الفلسطينية، خصوصًا تلك التي تنتمي إلى محور الممانعة.

فالإمارات لم تكتفِ بتوقيع اتفاقيات سياسية وأمنية مع دولة الاحتلال، بل استثمرت في بناء شبكة إعلامية كاملة مهمتها مهاجمة كل خطاب مقاوم.

وتأتي جسور نيوز كأداة صريحة في هذه المنظومة، حيث تسعى لتطبيع وعي الجمهور الفلسطيني والعربي مع فكرة أن المقاومة عبء، وأن الاستسلام هو الحل “العملي”.

هذا التموضع لا يخدم فقط دولة الاحتلال، بل يمنح أبوظبي أيضًا مكاسب سياسية عبر تثبيت مكانتها كـ”حليف استراتيجي” لتل أبيب في المنطقة.

وعليه فإن الرهان الأساسي لجسور نيوز وأمثالها هو كسر روح الصمود لدى الفلسطينيين. فمن خلال استهداف الوعي الجمعي برسائل يومية مكررة، تسعى المنصة إلى:

جعل الاحتلال الإسرائيلي مقبولًا نفسيًا كأمر لا يمكن تغييره.

تحويل المقاومة من خيار جماهيري إلى صورة سلبية معزولة.

نشر ثقافة الخوف واليأس من أي مواجهة مستقبلية مع الاحتلال.

لكن التاريخ الفلسطيني يشير إلى أن مثل هذه الحملات الإعلامية، مهما كانت مكثفة، غالبًا ما تفشل أمام إرادة شعب خبر الاحتلال والحصار لعقود، ويدرك أن الإعلام الممول من الخارج ليس سوى امتداد لمشاريع سياسية مشبوهة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى