قمع السلطة يخنق الضفة.. رويترز تكشف سبب الاحتجاج الخجول لنصرة غزة

كشفت وكالة رويترز للأنباء عن الأسباب الحقيقية وراء ضعف الحراك الشعبي في الضفة الغربية، رغم المجازر الإسرائيلية المستمرة بحق سكان قطاع غزة منذ قرابة عامين.
وخلص تقرير أعدته رويترز إلى أن السلطة الفلسطينية تمارس دورًا رئيسيًا في كبح أي تحرك شعبي واسع في الضفة الغربية نصرة لغزة.
وأشار إلى أن السلطة لم تكتف بالتزام الصمت، وخرجت علنًا لتعرب عن رفضها لهجوم 7 أكتوبر، وعدته “خطوة أضرت بالمشروع الوطني”.
وبين التقرير أن موقف السلطة ترجم على طريقة تعاملها مع أي نشاط ميداني مؤيد للمقاومة أو مندّد بالعدوان.
ونبه إلى أن السلطة حاولت تبرير إجراءاتها بأنها حريصة على الحفاظ على “صورة الدولة الملتزمة بالقانون” أمام المجتمع الدولي.
وترجمت ذلك بتكثيف وجودها الأمني، وفرض قيود صارمة على التجمّعات والمسيرات، لا سيما التي تظهر مواقف مناهضة.
وأكد التقرير أن الإجراءات حدت من الزخم الجماهيري، لكنها لم تنجح تمامًا بإسكات الشارع.
وشهدت الضفة الغربية احتجاجات متفرقة، أبرزها خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق أنتوني بلينكن في ديسمبر 2023.
وقال إن أجهزة أمن السلطة حاولت فض الاعتصام، لكن المتظاهرين واصلوا احتجاجهم وأحرقوا صور بلينكن أمام مقر رئاسة السلطة الفلسطينية.
وتواجه السلطة اتهامات متزايدة من منظمات حقوقية ونشطاء بالتورط بتنفيذ حملات واعتقالات سياسية ممنهجة، وقمع للحريات، لا سيما من يعبرون عن دعمهم للمقاومة أو انتقادهم للتنسيق الأمني مع الاحتلال.
ونوه التقرير إلى أن حالة قلق تسود الشارع حيال المبادرات العسكرية والسياسية، فالانقسام السياسي، وغياب القيادة الموحدة، وتراجع الثقة جعلت الناس أقل استعداداً للمشاركة.
وخلال لقاء مع شباب في أحد المقاهي برام الله، أجمعوا على أن عدم الاحتجاج يتعلق بعدم وجود قيادة يلتفون حولها ويثقون بها.
وفي الواقع، أثبتت التجربة في المناطق الفلسطينية مرارا أن الناس لم يخشوا السلطة أو جيش الاحتلال أثناء الاحتجاج عند مناطق التماس، لكن يبدو أن الأمر مختلف هذه المرة.
يقول أحدهم: “عندما تكون القيادة واضحة وصريحة بشأن القرارات، والأسباب التي تقف وراءها، والنتائج المتوقعة، يقل الشك والتأويل بين الناس”، وأضاف آخر: “لا تخرج قيادة السلطة لتوضح لنا الصورة”.
وختم تقرير رويترز بأن هذا المشهد من الانقسام والقمع السياسي ساهم عمق فجوة الثقة بين السلطة والشعب، ما يجعل الضفة غائبة أو مغيّبة عن واجبها الوطني تجاه غزة بلحظة مفصلية من تاريخ الصراع.